الخصائص الاجتماعية لنمو الأطفال :
يمكن تعريف النمو الاجتماعي أنه " التحسن التقدمي – عن طريق النشاط الموجه للفرد في فهم التراث الاجتماعي وتكوين أنماط سلوك مرنة من الامتثال المعقول لهذا التراث ".
فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فهو يكتسب معايير الجماعة التي ينتمي إليها وتبعا لهذه المعايير تتشكل شخصيته، حيث تبدأ هذه الشخصية وبعدها الاجتماعي منذ فترة الرضاعة، أين تتشكل القواعد الأساسية للسلوك منذ بداية اتصاله بالآخرين، وهذه القواعد تختلف من مجتمع إلى آخر.
وبعد ولادة الطفل تبدأ أولى اتصالاته بالآخرين، ومن ثم بداية نموه الاجتماعي والتي يعتمد الطفل فيه على نمو وتطور علاقاته بالأطفال والراشدين، الجماعة والثقافة السائدة في مجتمعه. والثقافة تعني المحصلة الكلية للتراث الإنساني والاجتماعي، أو كما يعرفها تايلورTAYLORE : "ذلك الكل المركب الذي يحتوي على المعرفة والاعتقاد والفن والأخلاق والقانون والعادات والتقاليد وأي قدرات أخرى يكتسبها الإنسان بوصفه عضو في المجتمع" وكما هو معلوم فالثقافة لها مقومات مادية ومعنوية. والمجتمع يعني ذلك الوسط المادي والمعنوي الذي يعيش فيه الطفل ويكتسب منه العادات والتقاليد حتى يتمكن من التكيف مع هذا الوسط.
الطفل خلال مراحل حياته يخضع للقوى الطبيعية والاجتماعية المحيطة به، وكما يولد الطفل في أسرته فإنه يولد أيضا في مجتمع، وعلى الطفل أن يتكيف لأنماط الحياة السائدة في بيئته وإلا اعتبره المجتمع جانحا، شاذا في سلوكه. والطفل يولد وهولا يعرف القيم التي سيخضع لها، لذا تسمى مرحلة الطفولة أحيانا بمرحلة النظام فعلى الطفل أن يتعلم كيف يسلك المسلك المناسب في الوقت المناسب أو المكان المناسب أو الموقف المناسب وأن يفهم الأسس التي يقوم عليها هذه العملية حتى لا يكون خضوعه آليا بل خضوعا محببا إلى نفسه ويبذله عن طواعية. وهذا ما يدفع الباحثة أن تتحدث عن هذا النمو بشيء من التفصيل في مرحلة ما بعد الميلاد.
2-1) النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة ما بعد الميلاد :
لا نستطيع أن نقول بالضبط ما هي الخبرات الاجتماعية التي يعيشها الطفل حديث الولادة، إلا أن تلك الخبرات تتطور وفق مراحل نمو الطفل المختلفة حيث يتأثر الطفل في نموه الاجتماعي بالأفراد الذين يتفاعل معهم وبالمجتمع القائم الذي يحيا في إطاره، وبالثقافة التي تهيمن على أسرته ومدرسته ووطنه، وتبدو آثار هذا التفاعل في سلوكه واستجابته وفي نشاطه العقلي والانفعالي وفي شخصيته النامية والمتطورة، ومن ثم أستعرض خصائص هذا النمو في هذه المرحلة بمراحلها المختلفة :
أ )النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة :من الميلاد إلى 3 سنوات
لا تكون للطفل حياة اجتماعية بالمعنى المعروف في بداية هذه المرحلة، إنما تكون الأنشطة المرتبطة بإشباع حاجاته الفسيولوجية هي محور حياته ولكن ذلك لا يمنع مـن أن الطفل يشعر بذاته في هذه المرحلة وتذهب في ذلك مدرسة التحليل النفسي وعلى وجه الخصوص فرويد Freud الذي يرى أن: "الأنا أو الذات الشعورية مركب اجتماعي يكتسبه الطفل من علاقته ببيئته الاجتماعية والمادية وأن الضمير أو الأنا الأعلى مركب اجتماعي آخر يكتسبه الطفل من مظاهر السلطة القائمة في أسرته وخاصة من أبيه، وأن السنوات الأولى في حياة الفرد هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها بعد ذلك حياته النفسية الاجتماعية بجميع مظاهرها، إذ فيها يدرك الطفل نفسه في تمايزها عن غيرها من الجماعات والأفراد الآخرين، أي يتميز بفرديته عن العالم المحيط به وتنمو القدرة اللغوية إلى الحد الذي يستطيع معه الطفل أن يتفاهم مع أسرته، فيتطور صراخه وبكاءه إلى سلوك مهذب ينطوي على التفاهم اللغوي الصحيح، ومنها تنمو قدرته على الدفاع عن نفسه وتنمو أساليب هذا الدفاع هجومية كانت أم هروبية، وهنا يخضع الطفل لتقاليد البيئة فيتحكم في عمليتي الإخراج والتبول، ويساير بذلك نظام الجماعة ومعاييرها وفيها يتحول تقديره من مجرد المنفعة الشخصية المباشرة إلى العلاقات الاجتماعية الصحيحة ".
وهكذا يتطور الطفل في نموه ويتحول من كائن حي يتطفل في وجوده على أمه إلى مخلوق اجتماعي يتفاعل مع بيئته تفاعلا سويا، علما أن العلاقة الأولى أم – طفل هي الخطوة الأولى التي تدخل الطفل المجال الاجتماعي ومن خلال الأم يتعرف الطفل إلى المجتمع ويتفاعل معه.
الطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يميز بين ذاته وبين الآخرين، ويظهر ذلك في استخدامه لكلمة "أنا " و"أنت" كما يبدو عليه بعض مظاهر الاتصال والاستجابة لما يدور من حوله من مثيرات صادرة من المحيط الاجتماعي، إضافة إلى فهم الطفل للحياة الاجتماعية والتي تظهر في أول العام الثاني من عمره، حيث يصبح الطفل مهيئً لمعرفة ألوان أوسع من الممارسات الاجتماعية.
وقد ذكر علاء الدين كفاني في كتابه: "رعاية نمو الأطفال" بعض صور السلوك التي تبين تطور الوعي الاجتماعي لدى الطفل في هذه المرحلة :
- الشهر الأول: يستجيب للأصوات البشرية بتحريك شفتيه.
- الشهر الثاني: يدور برأسه ليواجه الأصوات التي تصل إليه ويكف عن البكاء عندما يحمل أو يربت على كتفه .
- الشهر الثالث: يبتسم عندما يرى المحيطين به يبتسمون له.
- الشهر الرابع: يبكي عندما يترك وحده ويكف عن البكاء عندما تحادثه أمه ويستطيع أن يتعرف عليها.
- الشهر السابع: يستطيع تقليد التصفيق والتحية ويميز استجابات الرضا واستجابات الغضب من جانب الكبار.
- الشهر الثامن: محاولة تقليد أصوات الآخرين بالموازاة مع قلق الشهر الثامن الذي يجتازه الطفل أثناء نموه النفسي خاصة.
- نهاية السنة الأولى: يستجيب للنواهي، يخفي وجهه عن الغرباء.
- منتصف السنة الثانية: يمكن أن يعصي بعض ما يصدر إليه من أوامر إذا كانت لا تروقه.
- نهاية السنة الثانية: يستمتع بالمساعدة في أداء بعض الأعمال المنزلية ويفعل ذلك تأكيدا لذاته وليس تنفيذا لأوامر أحد.
ب)النمو الاجتماعي في الطفولــة الوسطى: من 3 سنوات إلى 6 سنوات
يخطو الطفل خطوات واسعة على درب النضج الاجتماعي في هذه المرحلة وأهم ملامح النمو الاجتماعي في هذه المرحلة تتمثل في ما يلي :
- الشعور بالفردية : ويبدو ذلك في إدراكه ككيان مستقل ومنفصل عن الآخرين وأن له صفات تميزه عن غيره ويترتب عن ذلك أن الطفل يريد أن يؤكد ذاته النامية.
- تطور لعب الطفل : إذا كان لعب الطفل انعزاليا في المرحلة السابقة، فلعبه في هذه المرحلة يكون فرديا ؛ بمعنى أنه قد يلعب مع الآخرين في مكان واحد، وقد يتبادل معهم الحديث ويستجيب لملاحظاتهم، لكنه مع ذلك يحتفظ بلعبه لنفسه ويرفض أن يشارك مع غيره في لعبة جماعية.
- محاولات الكذب : ما يميز هذه المرحلة هو تجربة الكذب إذ يستطيع الإجابة على كثير من الأسئلة بما يحقق مصلحته، ولو كانت الإجابة تخالف الحقيقة كأن يريد أن يدفع العقاب عن نفسه أو أن يوقع العقاب بغيره، ويلعب الخيال النامي في هذه المرحلة دورا في انتحال هذه الأعذار.
- الفروق الجنسية : في هذه المرحلة يبدأ الطفل في الانضمام إلى جنسه، حيث تبدأ الثقافة تعمل عملها في تصنيفه سيكولوجيا واجتماعيا حسب طبيعة جنسه وهو ما يسمى بمرحلة التنميط الجنسي وهي العملية التي يبني الآباء وفقها الاتجاهات التي من شأنها أن تنشئ الطفل تنشئة الجنس الذي ينتمي إليه والإهمال في هذا الدور يسبب للطفل مشاكل ومتاعب جمة في حياته الاجتماعية لأن الخلط بين السلوك الذكري والسلوك الأنثوي لا يلقى تسامحا أو تهاونا من المجتمع أبدا.
- عملية التوحد : يحدث في هذه المرحلة أهم عمليات التنشئة الاجتماعية للطفل وهي عملية التوحد والتقمص Identification والتوحد هو العملية التي تجعل الطفل يسلك وكأن خصائص شخص ما أو جماعة ما هي خصائصه هو، والشخص أو الجماعة التي يتوحد الطفل معها تسمى "بالنموذج ".
يستدخل الطفل المبادئ والمثل والقيم والاتجاهات إلى نفسه والتي تأتيه من مواقف الأولياء تجاه بعض ألوان السلوك التي يؤتيها الطفل حيث يواجه بالعقاب فيدرك من ثم أن موقف الأولياء إزاء ذلك السلوك حازم وصارم ولا تهاون فيه، فيضطر إلى الامتثال لأوامر الآباء التي تمثل بالنسبة للطفل السلطة الخارجية، لكن هذه السلطة تنتقل إلى داخل الطفل فنجده حين ذاك يمتنع عن إتيان السلوك الذي نهاه عنه والده حتى أثناء غياب الوالد.
- الفضول الجنسي : يظهر عند الطفل نوع من الفضول الجنسي ويبدو ذلك في تطلعه إلى أجسام أخوته ورفاقه وملاحظة الفروق التشريحية بين جسم الذكر وجسم الأنثى، وفي رغبته مشاهدة الكبار وهم يغيرون ملابسهم وفي سؤاله عن الفروق بين الجنسين وسببها وسؤاله عن كيفية ميلاده، وهذه التساؤلات تدل على زيادة وعيه وعلى إدراكه للفروق بين الناس ورغبته في معرفة ما يغمض عليه.
ج) النمو الاجتماعي في الطفولة المتأخرة: من 6 سنوات إلى 12 سنة
يحرز الطفل في هذه المرحلة تقدما كبيرا من الناحية الاجتماعية وهوتقدم متوقع بناء على الصفة التلازمية والعلاقات الإيجابية الموجودة بين جوانب النموالمختلفة، لأن الطفل يحقق تقدما كبيرا في مجال النموالعقلي والإدراكي، وكذا مجالا للنموالانفعالي وهذا التقدم يفسح الطريق أمام الطفل لينفتح على بيئته والوسط الذي يعيش فيه، محققا بذلك تقدما مماثلا في الجانب الاجتماعي؛ ويتم ذلك على حساب البطئ في النموالجسمي الذي يهدأ في هذه المرحلة، ومما يدعم أيضا هذا النموفي هذه المرحلة التحاق الطفل بالمدرسة.
طفل السنة السادسة حتى السن الثانية عشر طفل اجتماعي فهو يدرك ما يدور حوله فيتفاعل معه ويقبل معايير المجتمع وثقافته، ويعمل بها ويحرص على أن لا يؤتي سلوكا يتنافى معها، وكأنه يريد أن يثبت للمحيطين به أنه أصبح رجلا ولم يعد ذلك الصغير، والطفل لا يفعل ذلك انصياعا للكبار فقط ؛ إنما هذه الأساليب السلوكية والاتجاهات العقلية والاجتماعية تلقى في نفسه قبولا حسنا أيضا ولأنه يجد في ذلك تحقيقا لذاته.
ومن العلامات الدالة على تحقق النمو الاجتماعي للطفل في هذه المرحلة مختلف المظاهر التي يعايشها الطفل في محيطه والمتمثلة في الجتمعة Socialisation أو التنشئة الاجتماعية وتتمثل مظاهرها في :
- تطور اللعب
- اتساع دائرة الطفل الاجتماعية
- الشعور بالذاتية والفردية
- الغيرية التعاونية
- تكيف مع العادات والتقاليد:
- البحث عن تأكيد الذات
ملاحظة: على اعتبار أن هذه المرحلة يمثل فيها النمو الاجتماعي جانبا كبيرا ومميزا دون المراحل السابقة، كان جديرا بالذكر أن نرصد سمات هذا النمو في هذه المرحلة والمتمثلة في :
1) القابلية الشديدة للاستهواء: ويعنى بها قابلية الطفل القوية للوقوع تحت تأثير الآخرين والانصياع الشبه التام لهم وترتبط هذه الخاصية بخاصية عقلية أخرى هي: تأخر التفكير النقدي إلى مرحلة المراهقة ويكون الطفل في هذه المرحلة على استعداد كبير للتأثر بما يسمعه من الآخرين خاصة ممن يكبرونه سنا أو يشغلون أدوارا أو مراكز هامة بالنسبة له مثل الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر الذي يحبه.
2) الولاء للأصدقاء والرفقاء: حيث نجد الطفل نفسه مشدودا إلى رفاقه، ويبدي ولاء خاصا لهم، ويكون على استعداد للتضحية في سبيلهم بكل ما يملك ويكون سعيدا وهو يفعل ذلك، وهي سمة تظهر في هذه المرحلة ولكنها تنمو بصورة أكبر عند المراهق.
3) الفروق بين الجنسين : تظهر أكثر ما تظهر في الجانب الاجتماعي، ويبدو ذلك في ميل كل من الولد والبنت في الانخراط في عالم الكبار من جنسه، وكذا في تجمعات الأطفال في مجموعات خاصة بهم؛ فملاحظة أطفال هذه المرحلة توحي أن الذكور يتجمعون معا، بينما تتجمع الإناث في مجموعات خاصة بهن ويحكم كل مجموعة مبادئ تشبه ما يسود بين الكبار، ولا يستطيع أن يقترب أحد الذكور من مجموعة الإناث أو العكس ومن يفعل ذلك تعرض للاستهزاء والسخرية.
4) الأخـلاقLa Morale: ما يميز النمو الاجتماعي في هذه المرحلة أيضا النمو الأخلاقي الذي يقصد به: "مجموعة العادات والآداب المرعية ونماذج السلوك التي تطابق المعايير السائدة في مجتمع ما ". فالمتمعن لهذا التعريف يجد أن النمو الخلقي هو: حصيلة البيئة الاجتماعية ويعني بصورة أوضح نمط السلوك الذي تحدده قواعد الخلق والمعايير الاجتماعية التي يعمل بها المجتمع والتي يجب أن يلتزم الأفراد بها حتى لا يتعرضون لنبذ المجتمع وعقابه، وقد أكدت الأبحاث أنـه يحكم على السلوك الخلقي لا على أساس نتائجه وإنما على أساس دوافعه ومن ثم فالنمو الخلقي الصحيح يتضمن عاملين أساسين : أولهما الالتزام بالقواعد والمبادئ، وثانيهما الشعور بالذنب عند القيام بسلوك يتنافى مع قواعد ومبادئ المجتمع
وقد تمكن كوهلبرج KOHLBERG (1963) من تحديد ثلاث مستويات للنمو الخلقي يشمل كل مستوى على مرحلتين _سنتحدث عنهم في فصل لاحق-:
1- المستوى الأول: وأسماه مستوى ما قبل السلوك الخلقي.
2- المستوى الثاني: أسماه مستوى السلوك الخلقي لإرضاء الآخرين
3- المستوى الثالث: أسماه مستوى السلوك الخلقي الذي يعتمد على التقبل الذاتي للمبادئ والقيم الخلقية.
جدير بالذكر أن الحديث عن الأخلاق يعني بالضرورة الحديث عن الشعور الديني أو النمو الديني الذي يعبر عن أهم الجوانب الهامة في نمو الطفل اجتماعيا وأخلاقيا، لأن الدين يعتبر مصدر القيم والمبادئ والمثل التي يتقمصها الطفل في مجتمعه ويتوحدها، وهو المرجع الأساسي في تحديد قواعد الخطأ والصواب،من الناحية الاجتماعية خاصة في المجتمعات المعروف عنها ظاهرة التدين كالمجتمعات الإسلامية. والطفل لا يدرك في طفولته المبكرة المعاني التي تنطوي عليها المعتقدات الدينية وذلك لأن ذكاءه لم يبلغ بعد المستوى الذي يؤهله إلى إدراك هذه النواحي المعنوية والمجردة وهو قد يستطيع أن يحفظ بعض التعبيرات الدينية ولكنه يرددها دون فقه لها ودون وعي صحيح لمعناها.
يتطور النمو الديني بالطفل فإذا به في مرحلة الطفولة المتأخرة يناقش ويجادل معلميه ووالديه في النواحي التي تتفق ومنطقه، ويستطيع في هذه المرحلة أن يدرك بعض المفاهيم الدينية المجردة التي كان يعجز عن فهمها في طفولته المبكرة ويتم ذلك عن طريق ممارسة بعض العبادات، فهو حينما يصلي مثلا يتوقع أن يحقق له الله أمانيه، وعندما يريد شيئا فهو يهتم بالشعائر الدينية التي يعتقد أنها تساعده على إتمام الشيء المتمنى، وهكذا تتبلور البذرة الأولى للشعور الديني الصحيح وبذلك يدرك الطفل معناه على أنه أسلوب حياة ، ومن أهم سمات النمو الاجتماعي أيضا في مرحلة الطفولة كما يراها العديد من العلماء، ما يلي:
* التوافق مع ظروف البيئة الاجتماعية وتقبل المعاني التي حددها الكبار للمواقف الاجتماعية وتعديل سلوك الكبار.
* قلق الأطفال وخوفهم من فقدان الرعاية.
* التقمص وهي العملية التي يستجيب لها الأفراد لأحاسيس واتجاهات وأفعال الآخرين عن طريق تبنيها كما لو أنها خاصة بهم.
* يميل الأطفال إلى مشاركة أصدقائهم في الأحاديث والأنشطة الجماعية بصفة خاصة، وتتسم علاقات الأطفال الاجتماعي في هذه السن بعدم الاستقرار فغالبا ما يغير الطفل صديقه المفضل في اللعب بشكل سريع ويتسم سلوك الأطفال بالتنافس والعدوانية أثناء اللعب.
* شعور الطفل بفرديته واستقلاليته عن الآخرين ما يحمله من صفات تميزه عنهم ويترتب على ذلك رغبته في تأكيد ذاته ومساعدته الآخرين تارة والاستقلال عنهم تارة أخرى.
* يتسم أطفال ما قبل المدرسة بالود والتعاون والرغبة الصادقة في إسعاد من حوله من الكبار والصغار، ويفضلون صحبة الأطفال الآخرين، وتفضيل أحدهم على الآخر والاستمتاع باللعب الدرامي والتمثيل الصامت الإيهامي ويجيدون مهارة التنقل من الأدوار القيادية إلى الأدوار التابعة لها.
يمكن تعريف النمو الاجتماعي أنه " التحسن التقدمي – عن طريق النشاط الموجه للفرد في فهم التراث الاجتماعي وتكوين أنماط سلوك مرنة من الامتثال المعقول لهذا التراث ".
فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فهو يكتسب معايير الجماعة التي ينتمي إليها وتبعا لهذه المعايير تتشكل شخصيته، حيث تبدأ هذه الشخصية وبعدها الاجتماعي منذ فترة الرضاعة، أين تتشكل القواعد الأساسية للسلوك منذ بداية اتصاله بالآخرين، وهذه القواعد تختلف من مجتمع إلى آخر.
وبعد ولادة الطفل تبدأ أولى اتصالاته بالآخرين، ومن ثم بداية نموه الاجتماعي والتي يعتمد الطفل فيه على نمو وتطور علاقاته بالأطفال والراشدين، الجماعة والثقافة السائدة في مجتمعه. والثقافة تعني المحصلة الكلية للتراث الإنساني والاجتماعي، أو كما يعرفها تايلورTAYLORE : "ذلك الكل المركب الذي يحتوي على المعرفة والاعتقاد والفن والأخلاق والقانون والعادات والتقاليد وأي قدرات أخرى يكتسبها الإنسان بوصفه عضو في المجتمع" وكما هو معلوم فالثقافة لها مقومات مادية ومعنوية. والمجتمع يعني ذلك الوسط المادي والمعنوي الذي يعيش فيه الطفل ويكتسب منه العادات والتقاليد حتى يتمكن من التكيف مع هذا الوسط.
الطفل خلال مراحل حياته يخضع للقوى الطبيعية والاجتماعية المحيطة به، وكما يولد الطفل في أسرته فإنه يولد أيضا في مجتمع، وعلى الطفل أن يتكيف لأنماط الحياة السائدة في بيئته وإلا اعتبره المجتمع جانحا، شاذا في سلوكه. والطفل يولد وهولا يعرف القيم التي سيخضع لها، لذا تسمى مرحلة الطفولة أحيانا بمرحلة النظام فعلى الطفل أن يتعلم كيف يسلك المسلك المناسب في الوقت المناسب أو المكان المناسب أو الموقف المناسب وأن يفهم الأسس التي يقوم عليها هذه العملية حتى لا يكون خضوعه آليا بل خضوعا محببا إلى نفسه ويبذله عن طواعية. وهذا ما يدفع الباحثة أن تتحدث عن هذا النمو بشيء من التفصيل في مرحلة ما بعد الميلاد.
2-1) النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة ما بعد الميلاد :
لا نستطيع أن نقول بالضبط ما هي الخبرات الاجتماعية التي يعيشها الطفل حديث الولادة، إلا أن تلك الخبرات تتطور وفق مراحل نمو الطفل المختلفة حيث يتأثر الطفل في نموه الاجتماعي بالأفراد الذين يتفاعل معهم وبالمجتمع القائم الذي يحيا في إطاره، وبالثقافة التي تهيمن على أسرته ومدرسته ووطنه، وتبدو آثار هذا التفاعل في سلوكه واستجابته وفي نشاطه العقلي والانفعالي وفي شخصيته النامية والمتطورة، ومن ثم أستعرض خصائص هذا النمو في هذه المرحلة بمراحلها المختلفة :
أ )النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة :من الميلاد إلى 3 سنوات
لا تكون للطفل حياة اجتماعية بالمعنى المعروف في بداية هذه المرحلة، إنما تكون الأنشطة المرتبطة بإشباع حاجاته الفسيولوجية هي محور حياته ولكن ذلك لا يمنع مـن أن الطفل يشعر بذاته في هذه المرحلة وتذهب في ذلك مدرسة التحليل النفسي وعلى وجه الخصوص فرويد Freud الذي يرى أن: "الأنا أو الذات الشعورية مركب اجتماعي يكتسبه الطفل من علاقته ببيئته الاجتماعية والمادية وأن الضمير أو الأنا الأعلى مركب اجتماعي آخر يكتسبه الطفل من مظاهر السلطة القائمة في أسرته وخاصة من أبيه، وأن السنوات الأولى في حياة الفرد هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها بعد ذلك حياته النفسية الاجتماعية بجميع مظاهرها، إذ فيها يدرك الطفل نفسه في تمايزها عن غيرها من الجماعات والأفراد الآخرين، أي يتميز بفرديته عن العالم المحيط به وتنمو القدرة اللغوية إلى الحد الذي يستطيع معه الطفل أن يتفاهم مع أسرته، فيتطور صراخه وبكاءه إلى سلوك مهذب ينطوي على التفاهم اللغوي الصحيح، ومنها تنمو قدرته على الدفاع عن نفسه وتنمو أساليب هذا الدفاع هجومية كانت أم هروبية، وهنا يخضع الطفل لتقاليد البيئة فيتحكم في عمليتي الإخراج والتبول، ويساير بذلك نظام الجماعة ومعاييرها وفيها يتحول تقديره من مجرد المنفعة الشخصية المباشرة إلى العلاقات الاجتماعية الصحيحة ".
وهكذا يتطور الطفل في نموه ويتحول من كائن حي يتطفل في وجوده على أمه إلى مخلوق اجتماعي يتفاعل مع بيئته تفاعلا سويا، علما أن العلاقة الأولى أم – طفل هي الخطوة الأولى التي تدخل الطفل المجال الاجتماعي ومن خلال الأم يتعرف الطفل إلى المجتمع ويتفاعل معه.
الطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يميز بين ذاته وبين الآخرين، ويظهر ذلك في استخدامه لكلمة "أنا " و"أنت" كما يبدو عليه بعض مظاهر الاتصال والاستجابة لما يدور من حوله من مثيرات صادرة من المحيط الاجتماعي، إضافة إلى فهم الطفل للحياة الاجتماعية والتي تظهر في أول العام الثاني من عمره، حيث يصبح الطفل مهيئً لمعرفة ألوان أوسع من الممارسات الاجتماعية.
وقد ذكر علاء الدين كفاني في كتابه: "رعاية نمو الأطفال" بعض صور السلوك التي تبين تطور الوعي الاجتماعي لدى الطفل في هذه المرحلة :
- الشهر الأول: يستجيب للأصوات البشرية بتحريك شفتيه.
- الشهر الثاني: يدور برأسه ليواجه الأصوات التي تصل إليه ويكف عن البكاء عندما يحمل أو يربت على كتفه .
- الشهر الثالث: يبتسم عندما يرى المحيطين به يبتسمون له.
- الشهر الرابع: يبكي عندما يترك وحده ويكف عن البكاء عندما تحادثه أمه ويستطيع أن يتعرف عليها.
- الشهر السابع: يستطيع تقليد التصفيق والتحية ويميز استجابات الرضا واستجابات الغضب من جانب الكبار.
- الشهر الثامن: محاولة تقليد أصوات الآخرين بالموازاة مع قلق الشهر الثامن الذي يجتازه الطفل أثناء نموه النفسي خاصة.
- نهاية السنة الأولى: يستجيب للنواهي، يخفي وجهه عن الغرباء.
- منتصف السنة الثانية: يمكن أن يعصي بعض ما يصدر إليه من أوامر إذا كانت لا تروقه.
- نهاية السنة الثانية: يستمتع بالمساعدة في أداء بعض الأعمال المنزلية ويفعل ذلك تأكيدا لذاته وليس تنفيذا لأوامر أحد.
ب)النمو الاجتماعي في الطفولــة الوسطى: من 3 سنوات إلى 6 سنوات
يخطو الطفل خطوات واسعة على درب النضج الاجتماعي في هذه المرحلة وأهم ملامح النمو الاجتماعي في هذه المرحلة تتمثل في ما يلي :
- الشعور بالفردية : ويبدو ذلك في إدراكه ككيان مستقل ومنفصل عن الآخرين وأن له صفات تميزه عن غيره ويترتب عن ذلك أن الطفل يريد أن يؤكد ذاته النامية.
- تطور لعب الطفل : إذا كان لعب الطفل انعزاليا في المرحلة السابقة، فلعبه في هذه المرحلة يكون فرديا ؛ بمعنى أنه قد يلعب مع الآخرين في مكان واحد، وقد يتبادل معهم الحديث ويستجيب لملاحظاتهم، لكنه مع ذلك يحتفظ بلعبه لنفسه ويرفض أن يشارك مع غيره في لعبة جماعية.
- محاولات الكذب : ما يميز هذه المرحلة هو تجربة الكذب إذ يستطيع الإجابة على كثير من الأسئلة بما يحقق مصلحته، ولو كانت الإجابة تخالف الحقيقة كأن يريد أن يدفع العقاب عن نفسه أو أن يوقع العقاب بغيره، ويلعب الخيال النامي في هذه المرحلة دورا في انتحال هذه الأعذار.
- الفروق الجنسية : في هذه المرحلة يبدأ الطفل في الانضمام إلى جنسه، حيث تبدأ الثقافة تعمل عملها في تصنيفه سيكولوجيا واجتماعيا حسب طبيعة جنسه وهو ما يسمى بمرحلة التنميط الجنسي وهي العملية التي يبني الآباء وفقها الاتجاهات التي من شأنها أن تنشئ الطفل تنشئة الجنس الذي ينتمي إليه والإهمال في هذا الدور يسبب للطفل مشاكل ومتاعب جمة في حياته الاجتماعية لأن الخلط بين السلوك الذكري والسلوك الأنثوي لا يلقى تسامحا أو تهاونا من المجتمع أبدا.
- عملية التوحد : يحدث في هذه المرحلة أهم عمليات التنشئة الاجتماعية للطفل وهي عملية التوحد والتقمص Identification والتوحد هو العملية التي تجعل الطفل يسلك وكأن خصائص شخص ما أو جماعة ما هي خصائصه هو، والشخص أو الجماعة التي يتوحد الطفل معها تسمى "بالنموذج ".
يستدخل الطفل المبادئ والمثل والقيم والاتجاهات إلى نفسه والتي تأتيه من مواقف الأولياء تجاه بعض ألوان السلوك التي يؤتيها الطفل حيث يواجه بالعقاب فيدرك من ثم أن موقف الأولياء إزاء ذلك السلوك حازم وصارم ولا تهاون فيه، فيضطر إلى الامتثال لأوامر الآباء التي تمثل بالنسبة للطفل السلطة الخارجية، لكن هذه السلطة تنتقل إلى داخل الطفل فنجده حين ذاك يمتنع عن إتيان السلوك الذي نهاه عنه والده حتى أثناء غياب الوالد.
- الفضول الجنسي : يظهر عند الطفل نوع من الفضول الجنسي ويبدو ذلك في تطلعه إلى أجسام أخوته ورفاقه وملاحظة الفروق التشريحية بين جسم الذكر وجسم الأنثى، وفي رغبته مشاهدة الكبار وهم يغيرون ملابسهم وفي سؤاله عن الفروق بين الجنسين وسببها وسؤاله عن كيفية ميلاده، وهذه التساؤلات تدل على زيادة وعيه وعلى إدراكه للفروق بين الناس ورغبته في معرفة ما يغمض عليه.
ج) النمو الاجتماعي في الطفولة المتأخرة: من 6 سنوات إلى 12 سنة
يحرز الطفل في هذه المرحلة تقدما كبيرا من الناحية الاجتماعية وهوتقدم متوقع بناء على الصفة التلازمية والعلاقات الإيجابية الموجودة بين جوانب النموالمختلفة، لأن الطفل يحقق تقدما كبيرا في مجال النموالعقلي والإدراكي، وكذا مجالا للنموالانفعالي وهذا التقدم يفسح الطريق أمام الطفل لينفتح على بيئته والوسط الذي يعيش فيه، محققا بذلك تقدما مماثلا في الجانب الاجتماعي؛ ويتم ذلك على حساب البطئ في النموالجسمي الذي يهدأ في هذه المرحلة، ومما يدعم أيضا هذا النموفي هذه المرحلة التحاق الطفل بالمدرسة.
طفل السنة السادسة حتى السن الثانية عشر طفل اجتماعي فهو يدرك ما يدور حوله فيتفاعل معه ويقبل معايير المجتمع وثقافته، ويعمل بها ويحرص على أن لا يؤتي سلوكا يتنافى معها، وكأنه يريد أن يثبت للمحيطين به أنه أصبح رجلا ولم يعد ذلك الصغير، والطفل لا يفعل ذلك انصياعا للكبار فقط ؛ إنما هذه الأساليب السلوكية والاتجاهات العقلية والاجتماعية تلقى في نفسه قبولا حسنا أيضا ولأنه يجد في ذلك تحقيقا لذاته.
ومن العلامات الدالة على تحقق النمو الاجتماعي للطفل في هذه المرحلة مختلف المظاهر التي يعايشها الطفل في محيطه والمتمثلة في الجتمعة Socialisation أو التنشئة الاجتماعية وتتمثل مظاهرها في :
- تطور اللعب
- اتساع دائرة الطفل الاجتماعية
- الشعور بالذاتية والفردية
- الغيرية التعاونية
- تكيف مع العادات والتقاليد:
- البحث عن تأكيد الذات
ملاحظة: على اعتبار أن هذه المرحلة يمثل فيها النمو الاجتماعي جانبا كبيرا ومميزا دون المراحل السابقة، كان جديرا بالذكر أن نرصد سمات هذا النمو في هذه المرحلة والمتمثلة في :
1) القابلية الشديدة للاستهواء: ويعنى بها قابلية الطفل القوية للوقوع تحت تأثير الآخرين والانصياع الشبه التام لهم وترتبط هذه الخاصية بخاصية عقلية أخرى هي: تأخر التفكير النقدي إلى مرحلة المراهقة ويكون الطفل في هذه المرحلة على استعداد كبير للتأثر بما يسمعه من الآخرين خاصة ممن يكبرونه سنا أو يشغلون أدوارا أو مراكز هامة بالنسبة له مثل الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر الذي يحبه.
2) الولاء للأصدقاء والرفقاء: حيث نجد الطفل نفسه مشدودا إلى رفاقه، ويبدي ولاء خاصا لهم، ويكون على استعداد للتضحية في سبيلهم بكل ما يملك ويكون سعيدا وهو يفعل ذلك، وهي سمة تظهر في هذه المرحلة ولكنها تنمو بصورة أكبر عند المراهق.
3) الفروق بين الجنسين : تظهر أكثر ما تظهر في الجانب الاجتماعي، ويبدو ذلك في ميل كل من الولد والبنت في الانخراط في عالم الكبار من جنسه، وكذا في تجمعات الأطفال في مجموعات خاصة بهم؛ فملاحظة أطفال هذه المرحلة توحي أن الذكور يتجمعون معا، بينما تتجمع الإناث في مجموعات خاصة بهن ويحكم كل مجموعة مبادئ تشبه ما يسود بين الكبار، ولا يستطيع أن يقترب أحد الذكور من مجموعة الإناث أو العكس ومن يفعل ذلك تعرض للاستهزاء والسخرية.
4) الأخـلاقLa Morale: ما يميز النمو الاجتماعي في هذه المرحلة أيضا النمو الأخلاقي الذي يقصد به: "مجموعة العادات والآداب المرعية ونماذج السلوك التي تطابق المعايير السائدة في مجتمع ما ". فالمتمعن لهذا التعريف يجد أن النمو الخلقي هو: حصيلة البيئة الاجتماعية ويعني بصورة أوضح نمط السلوك الذي تحدده قواعد الخلق والمعايير الاجتماعية التي يعمل بها المجتمع والتي يجب أن يلتزم الأفراد بها حتى لا يتعرضون لنبذ المجتمع وعقابه، وقد أكدت الأبحاث أنـه يحكم على السلوك الخلقي لا على أساس نتائجه وإنما على أساس دوافعه ومن ثم فالنمو الخلقي الصحيح يتضمن عاملين أساسين : أولهما الالتزام بالقواعد والمبادئ، وثانيهما الشعور بالذنب عند القيام بسلوك يتنافى مع قواعد ومبادئ المجتمع
وقد تمكن كوهلبرج KOHLBERG (1963) من تحديد ثلاث مستويات للنمو الخلقي يشمل كل مستوى على مرحلتين _سنتحدث عنهم في فصل لاحق-:
1- المستوى الأول: وأسماه مستوى ما قبل السلوك الخلقي.
2- المستوى الثاني: أسماه مستوى السلوك الخلقي لإرضاء الآخرين
3- المستوى الثالث: أسماه مستوى السلوك الخلقي الذي يعتمد على التقبل الذاتي للمبادئ والقيم الخلقية.
جدير بالذكر أن الحديث عن الأخلاق يعني بالضرورة الحديث عن الشعور الديني أو النمو الديني الذي يعبر عن أهم الجوانب الهامة في نمو الطفل اجتماعيا وأخلاقيا، لأن الدين يعتبر مصدر القيم والمبادئ والمثل التي يتقمصها الطفل في مجتمعه ويتوحدها، وهو المرجع الأساسي في تحديد قواعد الخطأ والصواب،من الناحية الاجتماعية خاصة في المجتمعات المعروف عنها ظاهرة التدين كالمجتمعات الإسلامية. والطفل لا يدرك في طفولته المبكرة المعاني التي تنطوي عليها المعتقدات الدينية وذلك لأن ذكاءه لم يبلغ بعد المستوى الذي يؤهله إلى إدراك هذه النواحي المعنوية والمجردة وهو قد يستطيع أن يحفظ بعض التعبيرات الدينية ولكنه يرددها دون فقه لها ودون وعي صحيح لمعناها.
يتطور النمو الديني بالطفل فإذا به في مرحلة الطفولة المتأخرة يناقش ويجادل معلميه ووالديه في النواحي التي تتفق ومنطقه، ويستطيع في هذه المرحلة أن يدرك بعض المفاهيم الدينية المجردة التي كان يعجز عن فهمها في طفولته المبكرة ويتم ذلك عن طريق ممارسة بعض العبادات، فهو حينما يصلي مثلا يتوقع أن يحقق له الله أمانيه، وعندما يريد شيئا فهو يهتم بالشعائر الدينية التي يعتقد أنها تساعده على إتمام الشيء المتمنى، وهكذا تتبلور البذرة الأولى للشعور الديني الصحيح وبذلك يدرك الطفل معناه على أنه أسلوب حياة ، ومن أهم سمات النمو الاجتماعي أيضا في مرحلة الطفولة كما يراها العديد من العلماء، ما يلي:
* التوافق مع ظروف البيئة الاجتماعية وتقبل المعاني التي حددها الكبار للمواقف الاجتماعية وتعديل سلوك الكبار.
* قلق الأطفال وخوفهم من فقدان الرعاية.
* التقمص وهي العملية التي يستجيب لها الأفراد لأحاسيس واتجاهات وأفعال الآخرين عن طريق تبنيها كما لو أنها خاصة بهم.
* يميل الأطفال إلى مشاركة أصدقائهم في الأحاديث والأنشطة الجماعية بصفة خاصة، وتتسم علاقات الأطفال الاجتماعي في هذه السن بعدم الاستقرار فغالبا ما يغير الطفل صديقه المفضل في اللعب بشكل سريع ويتسم سلوك الأطفال بالتنافس والعدوانية أثناء اللعب.
* شعور الطفل بفرديته واستقلاليته عن الآخرين ما يحمله من صفات تميزه عنهم ويترتب على ذلك رغبته في تأكيد ذاته ومساعدته الآخرين تارة والاستقلال عنهم تارة أخرى.
* يتسم أطفال ما قبل المدرسة بالود والتعاون والرغبة الصادقة في إسعاد من حوله من الكبار والصغار، ويفضلون صحبة الأطفال الآخرين، وتفضيل أحدهم على الآخر والاستمتاع باللعب الدرامي والتمثيل الصامت الإيهامي ويجيدون مهارة التنقل من الأدوار القيادية إلى الأدوار التابعة لها.
0 تعليق على موضوع : بحث جاهز عن التفاعل الاجتماعي والطفل
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات