-->
نفيد ونستفيد التعليمية نفيد ونستفيد التعليمية
مركز الخليج
ملاحظة : كل ما يطرح بمدونة نفيد ونستفيد التعليمية هو ملك للجميع وليس محتكر لأحد
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

إدارة المشاعر والذكاء العاطفي




مقدمة :
هناك من المهارات العلمية والتقنية ما لم تتعلمه في المدرسة، بل هناك أيضًا من العلوم الاجتماعية والعلمية ما لم تتبناه كثير من مناهج مدارسنا حتى الآن، لنرى غيرنا قد سبقونا في بداية تعلم تطبيقه عمليًا في معاملهم بالفعل، إلا أن التأخر في التعليم أو التغافل عن التدريب على بعض من الأساسيات الحياتية ليس بجديد على منهاج المدارس، وبالأخص في المرحلة المتوترة التي يعيشها عالمنا العربي أخيرًا، إلا أن ذلك التغافل لا يقتصر فقط على على المهارات العلمية، بل يمتد إلى أساسيات قد تنفعنا على المدى الطويل في حياتنا اليومية.
لا يعني أن تعلمنا مهارات التواصل مع الناس في سن مبكر أننا لن نخطأ أبدًا في تعاملاتنا اليومية فيما بعد، إلا أنه لا يمكننا إنكار بأن تعلم مهارات مثل الذكاء العاطفي، والمهارات الحياتية في التعامل مع البشر، قد تغنينا عن الوقوع في كثير من الإشكاليات التي قد تؤدي بنا إلى مواقف عصيبة فيما بعد.
الذكاء العاطفي ببساطة هو القدرة على تمييز مشاعرنا والتحكم فيها بشكل واع، كما يمكننا من تعريف وفهم مشاعر الآخرين، والتحكم في تأثيرها علينا، ويتكون من ثلاثة مفاهيم أساسية، وأولها الإدراك العاطفي، وهو القدرة على تحديد ما نشعر به، وما يشعر به الآخرين تجاهنا، يليها القدرة على التحكم في العواطف وتطويعها، واستغلالها في تحقيق الأهداف، وفي حل المشاكل كذلك، أما المفهوم الثالث، فهو التحكم بعواطف الآخرين، إما بإسعادهم أو ببث الحزن في نفوسهم.
يبدو الكلام بسيطًا عند القراءة، فربما هي بضعة نصائح من خبير في العلاقات الاجتماعية يصبح المرء بعدها بارعًا في إدارة مشاعره ومشاعر الآخرين، إلا أن الأمر ليس بتلك السهولة، فهناك من يسمح لمشاعره أن تتحكم بزمام الأمور في حياته تاركًا لها أن تفسد عليه خططه، وهناك من يدع مشاعر الحزن تسيطر عليه ويبثها في الآخرين بدون وعي منه، أما أولئك من يتمتعون بمهارات متقدمة في الذكاء العاطفي، فلديهم قدرة ملحوظة في القيادة وإدارة الأعمال، ولديهم باع في حل النزاعات، كما لا يدعون مشاعرهم السلبية تدمر حياتهم وحياة الآخرين، وهناك ذلك النوع الفريد الذي يستخدم ذكاؤه العاطفي في إيذاء من أماه، وذلك لقدرته على التلاعب بمشاعره.

لا يمكننا خلط الذكاء العاطفي بالمشاعر الشخصية، فلا يمكننا التعبير عن الذكاء العاطفي الحزن أو السعادة أو الشجاعة، فكلها صفات شخصية، لا يمكننا تلخيص الذكاء الاجتماعي بها، كما يخلط البعض ومنهم خبراء علم النفس بين الذكاء العاطفي ومستوى الذكاء العادي، باعتبارهم الذكي عاطفيًا " Emotionally Intelligent" يتمتع بمستويات عالية من الذكاء IQ، ولكن ما سبق يعد من أشهر الأخطاء الشائعة التي يسيء بها الناس فهم الذكاء العاطفي.
هل واجهت من قبل نفسك بما تشعر به حقٍا؟، يخشى البعض منا سماع الحقيقة، هذا أمر طبيعي إذا ما كان يسمعها من شخص آخر، ولكن يكون الوضع غريبًا وغير مألوفًا على البشر حينما يواجهون الحقيقة بسماعها من أنفسهم، فمن الصعب أن يواجه الإنسان نفسه، ويحدد ما يشعر به حقٍا تجاه شيء أو شخص معين، هل هو بالفعل يكرهه، أو هل هو بالفعل سعيد بتواجده في تلك الوظيفة، أم هل هذا المجال الأكاديمي سيحقق له السعادة التي يبغيها؟، ماذا عن مشاعر الآخرين تجاهنا، تكون تلك المهمة الأصعب بالنسبة للناس، وهي تحديد المشاعر التي يكنها البشر تجاهنا، فنجد أن العديد منا يقع في مصيدة الحب إلا أنه يكتشف بعد فترة بأنها كانت مجرد مشاعر كاذبة، أو يرى البعض احترامًا ومودة من صديق معين، وينخدع فيه لاحقٍا؟، أمازلت ترى أن الذكاء العاطفي ليس مهمًا؟
يقول خبراء علم النفس بأن الذكي عاطفيًا له القدرة على رؤية مشاعر الآخريين بوضوح وكأنها علامات مرسومة على وجوههم، فله القدرة على اكتشاف الناس بسرعة، ومعرفة ما إذا كانوا يصطنعون المشاعر الموجهة نحوه أم لا، كما أن هذا يعود عليه بالنفع كذلك، فيستطيع تحديد مشاعره بدقة، ومن هنا يحدد قرارته وما هو قابل على فعله أو تحمله بناءٍا على شعوره تجاه هذا الأمر بالتحديد.
من لا يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء العاطفي لا يميلون إلى التجربة الأولية، وهي ما يعمد أغلبنا إليه، فدائمًا نميل إلى قول دعني أجرب أولًا لأري كيف ستسير الأمور وكيف سأشعر تجاه ذلك الشخص أو بخصوص ذلك الأمر، إلا أن التدريب على تحديد مشاعرك الأولية لأصحاب الذكاء العاطفي ما يجعلهم يتجنبون كثيرًا من التجارب الفاشلة، أو المحكوم عليها بالفشل من البداية.
ماذا عن المشاعر المدمرة؟، أليست من أكثر الأشياء التي تهيمن على حياتنا وتقوم بتدميرها شيئًا فشيئًا دون إدراك كامل منا؟، لا يمكننا تجاهل المشاعر السلبية مطلقٍا، فهي لا ترحل مع الزمن، ولا ننساها بانشغالنا بمهام أخرى، بل هي من أكثر السموم الحايتية التي لا تؤذي جسديًا، ولكنها تدمر عاطفيًا، وهو ما يستطيع الذكي عاطفيًا تميزه، فهو يستطيع التحكم في مشاعره السلبية، وترويضها لكي لا تهيمن على حياته، أو حياة من حوله.
هل تعد نفسك من الأفراد المنتجة في المجتمع؟، هذا لا يعني قدرتك على إنتاج الماديات من المنتجات والسلع، بل هل تجد نفسك مِن من يضيفون شيئًا إيجابيًا للمجتمع؟ أو على العكس تمامًا ينشر مشاعره السلبية تجاه الآخرين؟، هذا ما يسميه خبراء الذكاء العاطفي بالحافز، ليس ذلك الذي يناله الفرد ليقوم بأداء عمله بشكل أفضل سواء كان زيادة في الراتب أو غيره من أدوات التحفيز، إنما هو الذي يقوم الذكي عاطفيًا به ليكون فردًا فعالًا في المجتمع، يضيف إليه قيمة إيجابية باستمرار.
ربما أخبرونا بالعد من واحد لعشرة عند التعرض لموقف عصيب، ولكن لا يمكننا اعتبار ذلك حلًا دائما لإدارة المشاكل، كما لا يعد حلًا فعالًا لحالات العصبية المفرطة، أو الاكتئاب على سبيل المثال، التحكم في العصبية أو المشاعر المحبطة من أصعب المهام على الإنسان، ولذلك نجد أنه يحاول أن يجد لها مخرجًا سريعًا، وهو ما يختلف بين البشر، منهم من يتخلص منه في أن يصرخ بصوت عال، ومنهم من يقوم بممارسة الرياضة ليتخلص منه، ومنهم من يتخلص منه على هيئة إيذاء شخص آخر إما جسديًا أو معنويًا، تختلف الطرق إلا أن السبب واحد، وهو عدم التحكم الجيد في العصبية أو المشاعر السلبية.
لم يتأخر الوقت بعد، فإن تغافلته وسائل التربية والتعليم في سن مبكر، فلن تتغافله أنت بعدما سمعت عنه، ابدأ مع نفسك قبل تعليم الآخرين، وحاول أن تصمت وتستمتع لنفسك أكثر من التعبير عنها بشكل خاطىء، ربما يتطلب منك الأمر مزيدًا من البحث والقراءة، وربما سيتطلب منك النزول وممارسة الرياضة لترويض الجسد ومن ثم ترويض المشاعر، ومن الممكن أن يتطلب منك إعادة التفكير من جديد في كل ما تشعر به سواء من مشاعر إيجابية أو سلبية، ولكن بمجرد البدء بالخطوات الأولية، من الممكن أن تتغير حياتك للأفضل، وأن تبدأ في حماية نفسك من المشاعر المنافقة أو السلبية، وأن تتجنب كثيرًا من المواقف الفاشلة، أو المحبطة، ومنها تبدأ في مزيد من التحكم في مشاعرك نفسها، فربما لا يعتبر الذكاء العاطفي العامل الأساسي للنجاح، إلا أنه بدون شك من أهمها.
المواضيع:
إذا كنت تبحث عن السعادة والنجاح في الحياة، فعليك معرفة أن الأمر لا يقتصر على قدراتك الفكرية فقط، فتحقيق السعادة والنجاح يرتبط مباشرة بـ تطوير الذكاء العاطفي (EQ).
فأذكى الأشخاص رُبما لا يكونون هم أكثر الأشخاص نجاحاً في الحياة، من المُحتمل أنك تعرف أشخاصاً أكاديميين بارعين ومع ذلك فهم غير أكفاء اجتماعياً وغير ناجحين بالعمل أو في علاقاتهم الشخصية، فالقدرة الفكرية أو نسبة الذكاء الخاص بك (IQ) ليستا كافيتين بحد ذاتهما لتحقيق النجاح في الحياة.
يُساعدك الذكاء العاطفي على بناء علاقات أقوى، فيدعم نجاحك بمدرستك أو جامعتك أو مكان عملك، ويُعينك على تحقيق أهدافك المهنية والشخصية.
وإذا اعتبرنا كل ما سبق أهدافاً خارجية، فللذكاء العاطفي أهداف داخلية أيضاً.
ما هي الأهداف الداخلية؟
الأهداف الداخلية هي التي تنبع من داخل نفسك. يساعد بناء ذكائك العاطفي على التواصل بشكل أفضل مع مشاعرك، وإدارة المشاعر السلبية كالتوتر والقلق، والتي إن لم تُسيطر عليها فستؤثر في صحتك الجسدية.
تؤدي المشاعر السلبية إلى بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والإضرار بالجهاز المناعي، وزيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، والإصابة بالشيخوخة المُبكرة.
لذا فإن  الذكاء العاطفي يساعد على اتخاذ قرارات مُستنيرة في شؤون حياتك المُعلقة والتي تحتار بشأنها.
ولكن، ما هو الذكاء العاطفي؟
يُمكن تعريف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على فهم واستخدام وإدارة مشاعرك وعواطفك الخاصة بطرق إيجابية، لتخفيف المشاعر السلبية كالقلق والتوتر والإحباط، والقدرة على التواصل مع المحيطين بك بفاعلية أكبر.
توجد 4 صفات للذكاء العاطفي، هي:
الإدارة الذاتية: والتي تُمكنك من التحكم في مشاعرك، والسيطرة على سلوكياتك الاندفاعية، وإدارة عواطفك بطريقة صحيّة، واتخاذ المُبادرات في الوقت المُناسب، ومُتابعة الالتزامات، والتكيّف مع الظروف المُتغيرة.
الوعي الذاتي: بحيث تعرف مشاعرك الخاصة، وتعرف كيف تؤثر في أفكارك وسلوكك. تدرك به نقاط قوتك وضعفك، وهو ما يعزز الثقة بالنفس.
الوعي الاجتماعي: يمد الذكاء العاطفي صاحبه بالقدرة على فهم عواطف الآخرين واحتياجاتهم ومخاوفهم. كذلك يُمكّنه من التقاط الإشارات العاطفية الصادرة إليه منهم. يُساعد أيضاً على الشعور بالارتياح الاجتماعي، ويحمي من سوء الفهم الذي يُفسد العلاقات.
وعلى نطاق أوسع، يساعد على فهم ديناميكيات السلطة في مجتمع أو مجموعة أو مُنظمة أو مقر عمل.
القدرة على إدارة العلاقات: إذا حظيت بقدر مُناسب من الذكاء العاطفي، فأنت في هذه الحالة تعرف كيف تُطور علاقات جيدة وتُحافظ عليها، وتُلهم الآخرين وتؤثر فيهم.
تستطيع العمل بشكل جيد في فريق، وتعرف أيضاً كيف تُدير الصراعات وتُنهي الخلافات.


كيف يُمكنك تطوير الذكاء العاطفي ؟
توجد 5 طرق يُمكن رصدها، لتطوير الذكاء العاطفي، نذكرها كما جاءت في موقع Forbes:
1-    تعلَّم إدارة المشاعر السلبية: يتحقق ببعض التدريب، فمثلاً إذا كان هناك شخص ما يُضايقك، فلا تقفز سريعاً إلى الاستنتاجات التي تقودك إلى المشاعر السلبية. أعطِ نفسك بعض الوقت للنظر إلى الموقف بطرق مُتنوعة.
حاول أن تُقيّم الأمر بموضوعية وتقف موقف المُتفرج بدلاً من كونك طرفاً مُباشراً، ستُساعدك هذه الطريقة على رؤية الأمور بحيادية أكبر.
تدرَّب على هذا النوع من الوعي وستلاحظ كيف سيتغير منظورك إلى الأمور ومشاعرك تجاهها.
2-    تعلَّم تحديد ما يدور حولك بمُفردات واضحة ودقيقة: كن حذراً في المُفردات التي تستخدمها، فالشخص الذكي عاطفياً يميل إلى استخدام كلمات أكثر تحديداً تُساعد في عدم تضخيم المُشكلات والمواقف السلبية التي تحدث حوله.
تُساعده التعابير أيضاً على رؤيتها بحجمها الحقيقي، بعدها يعمل بجهده كاملاً على مُعالجة هذه المُشكلات، دون أن يستنفد طاقته في الغضب والضيق.
فمثلاً إذا كان لديك لقاء مع مُديرك في العمل وسارت خلاله الأمور بشكل سيئ جداً، فعليك في البدء أن تُحدد بدقة ما الذي جعل اللقاء سيئاً، وماذا يُمكن أن تفعل لإصلاح هذا في المرة القادمة.
تخلق هذه المراجعة قدرة على مُعالجة المُشكلات، بدلاً من التركيز على وجودها فقط.
التدرب على وضع نفسك مكان الآخرين حتى ولو وقتاً قصيراً جداً يمنحك بصيرة عالية/Istock
3- تدرّب على وضع نفسك مكان الآخرين: دوماً ما نتعامل مع من حولنا من الخارج فقط، مهما كانت درجة قربهم منّا، وكثيراً ما يقود هذا التعامل الخارجي السطحي إلى الفهم الخاطئ وعدم القدرة على التفاهم.
 التدرب على وضع نفسك مكان الآخرين حتى ولو وقتاً قصيراً جداً يمنحك بصيرة عالية فيما يُخفونه من مشاعر ومخاوف ودوافع غير مرئية وراء سلوكياتهم.
ليس المطلوب منك قبول سلوكيات مُتطاولة في حقك، ولكن سيساعدك هذا الأمر على تقليل مشاعرك السلبية تجاه المُحيطين بك، والقدرة على التعامل معهم بذكاء، وتذكَّر أن كل شخص لديه مشاكله الخاصة.
4- تعرَّف على الضغوط الخاصة بك: عليك أن تراقب نفسك، لتعرف ما هي الأمور التي تُدخلك في دائرة المشاعر السلبية على وجه الدقة، وما هي الأشياء التي تُشعرك بأن عليك ضغطاً لا تحتمله.
معرفة هذه الجوانب وتحديدها على وجه الدقة يُساعدان على التعامل معها بذكاء، وتحديد أولوياتك دون ضغط.
فمثلاً، إذا كان تفحُّص بريدك الإلكتروني قبل النوم يُشعرك بالضغط، فلا تتفحصه بكل بساطة. يُمكنك أن تفعل هذا في الصباح أو ببداية يوم العمل لترتيب أعمالك.
5- مارِس التفاؤل بدلاً من الشكوى: الطبيعي خلال الحياة أن تجد نفسك في مشكلة أو تحدٍّ أو أزمة، عليك ألا تتعامل مع هذا كأنه نهاية العالم، فعليك أن تُدرك أن الأزمات ستمرّ وسيأتي غيرها، وسيمرّ غيرها أيضاً.
كل ما عليك فعله أن تتعامل مع الوضع الحالي بهدوء وتُحدد بوضوح في أي شيء أخطأت، وماذا تعلمت.
وبهذا تُطور مهاراتك، ولا تقع في الخطأ نفسه مرة ثانية.
الذكاء العاطفي بين الزوجين
الذكاء العاطفي، الذي يتمثل في الوعي الذاتي والوعي بالآخر، ليس مهماً في مكان العمل فقط، إنه مهم للغاية في علاقة الزوجين وشعورهما بالارتياح في هذه العلاقة.
ولتأسيس أسرة ناجحة يحتاج كل من الأزواج والزوجات تنمية الذكاء العاطفي.
إذا شعرت بمشكلة ما في زواجك، فعليك أن تأخذ بعض الوقت بعيداً عن شريكك لفهم مشاعرك بدقة.
هذا الوقت ضروري لتهدئة المشاعر السلبية مثل الغضب أو الخوف، والتي يُمكنها أن تُسيطر علينا وعلى تقييمنا للأمور وأحكامنا، وهو ما يجعلنا مُندفعين بلا تروٍّ.
استرخِ ومارِس الأنشطة التي تُفضلها، كالمشي أو القراءة أو سماع الموسيقى، ثم حاول تحديد مشاعرك تجاه الموقف من جديد بعد أن أصبحت أكثر هدوءً.
عندها، عُد إلى شريك حياتك لتبدأ معه مُحادثة هادئة وعقلانية تُعبر فيها عن احتياجاتك بطريقة حازمة، لكنها ليست عدوانية.
استمع إلى احتياجات الطرف الآخر دون مُقاطعة إلى أن تتوصلا لحل، وهكذا في كل خلاف.
ل سمعت من قبل بعبارة ” الذكاء العاطفي ” أو “ذكاء العاطفة”؟ أو هل سمعت أحداً يذكر أمامك عبارةemotional intelligence؟ هذه الكلمات لها علاقة بأسلوب التعامل مع العواطف.
يقوم الذكاء العاطفي على ضبط وإدارة المشاعر التي تتولد من جراء كل موقف من المواقف في الحياة اليومية، مما يحميك من الآثار السلبية التي قد تؤثر على صحة العقل والجسم، وعلى جودة الحياة quality of life التي تعشيها.
لا يخفى عن أحد أن معرفة كيفية التعامل مع المشاعر هو مسألة مهمة جداً، لأن سوء ضبطها قد ينجم عنه الكثير من المشكلات الضارة بالصحة والعلاقات.
يمثل الـ emotional intelligence مهارة يمكن تطويرها عند كل شخص، من خلال التدريب والتمرين، خصوصاً بالنسبة للأشخاص المعتادين على التعامل مع الكثير من المواقف المفاجئة والطارئة بشكل متكرر.
هذه الميزة مرتبطة بشكل وثيق بنجاح المدراء في الشركات، وكل شخص يطمح أن يصبح مديراً، لذا هناك بعض الناس يُعرّفون الذكاء العاطفي باسم إدارة العاطفة  emotional leadership.
عثرنا في يوتيوب على فيديو يتحدث عن هذا الأمر، عن دور العاطفة وأهمية التحكم بها بذكاء في حياة المدير وبيئة العمل.
فوائد تطوير الذكاء العاطفي emotional intelligence
عندما تتحكم بعاطفتك بذكاء، تتقدم وتتطور على الصعيد الشخصي وتنمّي شخصيتك. تتعلم كيف تتعامل مع المواقف المختلفة والطارئة التي تحدث بشكل غيرمُتوقّع.
يساعدك ذكاء العاطفة، بشكل رئيسي، على:
1- زيادة احترامك لذاتك والثقة بنفسك
من الضروري جداً لتنجح أن تكون متصالحاً مع ذاتك وتشعر بالراحة مع طبائعك.
إن إدارة مشاعرك بالشكل الملائم يساعدك على زيادة حس احترامك لذاتك وتقديرك لنفسك Self-esteem، وتنمية حس الثقة عندما تحتاج إلى اتخاذ قرارات.
ولهذا أثر بعيد المدى، حيث يسمح لك بالتطور والتقدم والنمو بالخبرة بشكل مستمر. وهذه الأسطر تلخّص ما يقوم عليه معنى النجاح.
2- اكتساب مهارة مميزة في التعامل مع الضغوطات
هناك بعض المواقف التي تواجهها، سواء في عملك أو حياتك الشخصية، لا يمكن أن تتعامل معها بدون الشعور بالضغط، حيث تجد أنه لا مفرّ من الغضب وفقدان التحكم بالأعصاب.
لكن من خلال الذكاء العاطفي يمكنك قيادة مشاعرك والتحكم بها، وتوجيهها بمعايير وجرعات ملائمة بحيث تمتص الموقف الحاصل كي لا يكون الحق معك وينقلب عليك، أو تخسر استماع الناس لك في ساعة الغضب.
إن عدم التصرف كما يجب في حالات ضغط العمل والغضب قد يسرق منك الكثير من الفرص الرائعة والمميزة، ويمنعك بالفعل من تطوير المهارات الضرورية لتتأهل كي تصبح مديراً في شركتك أو عملك.
3- نقل الثقة للآخرين مِن حولك
عندما تتمتع بذكاء العاطفة يكون هذا الأمر واضحاً وجلياً للناس من حولك.
عندما تتفاعل جيداً مع المواقف المختلفة، وتتمكن من إدارة انفعالاتك وضبطها بذكاء، تنقل ذلك للعاملين معك وتعبر لهم عن أنك تتمتع بمستويات عالية من الثقة، وتفوز بحبهم و ارتياحهم للعمل معك.
كل واحد منا بالطبع يحلم ويتمنى العمل مع زميل أو مدير يبث له الأمان والثقة ، ولا نفضل التعامل مع شخص لا يقوى على كبح جماح مشاعره وغضبه ويجعلها تتغلب عليه.
إذاً يعتبر الذكاء العاطفي أداة رائعة وذات قوة رهيبة لقيادة مشروعاتك وإدارة أهدافك الموضوعة في العمل والمؤسسة
كيف تدرب نفسك على الذكاء العاطفي ؟
للتمتع بكافة الفوائد والمزايا التي يحققها لك الضبط الذكي والجيد لعواطفك، يجب تمرين نفسك على بعض الممارسات.
لكن الخطوة الأولى في التحكم الجيد بالعواطف يبدأ من فهمها، ومحاولة فهم السيناريوهات والعوامل التي تحرّض على توليدها، وازدياد مفعولها أو تقليله.
1- حاول أن تفهم تجاربك السابقة وتتعلم من سجل تعاملاتك الماضية
إن سجل الذكريات ومستودع التجارب السابقة والماضي يشكلون معاً الطريقة والأسلوب الذي يحرّض على توليد المشاعر.
بكلمات أخرى، إذا كان هدفك هو اكتساب ميزة الذكاء العاطفي ، يجب أن تعود إلى ماضيك، خصوصاً، المواقف السابقة التي سببت لك تفاعلات وانفعالات غير متوقعة منك.
في هذه اللحظات، حاول أن تلاحظ السبب الرئيسي الذي أدى إلى تلك المشكلات الماضية، والمشاعر التي ظهرت وتولّدت آنذاك.
تُرى، هل تمكنت من السيطرة على تلك المشاعر التي ظهرت؟ هل استطعت الوصول إلى حلول أم كان ذلك مستحيلاً؟
2- حلل سلوكك وتصرفاتك
تحتل هذه النقطة حيزاً هاماً ولها وزنها في استراتيجية الذكاء العاطفي . من الضروري أن تحاول أن تفهم كيف تعامل جسدك ونفسيتك مع المواقف المحددة؟ ماذا كانت ردود فعلك؟
لتفهم ذلك أكثر، يجب عليك أن تدرس سلوكياتك وتصرفاتك، كما لو كنت طبيباً يتعامل مع مريض أمامه ويحاول تشخيص حالته للوصول إلى الأعراض والمسببات.
حاول استرجاع بعض المواقف التي تصرفت خلالها بأسلوب شكّل مفاجأة لك وللناس من حولك، وأدى إلى نتائج سلبية غير متوقعة. حاول التعامل مع نفسك في مثل هذه اللحظات بأسلوب موضوعي وليس عاطفي، التزم الحياد كما لو كنت تتعامل وتحكم على ردات فعل شخص لا تعرفه من قبل.
حاول أن تتذكر جيداً ردات أفعالك، والمشاعر التي انتابتك أثناءها، لتصل إلى تحليل دقيق وهادف، وهذا ما يساعدك على إبصار طريق الحل، الطريق الصحيحة التي تساعدك على التخلص من مثل تلك الانفعالات المؤلمة التي سببت لك الألم والعناء والجراح في الماضي.
3- حدد بدقة المؤثرات العاطفية عليك
بعد أن تحلل المشاعر والانفعالات التي بدرت عنك في تلك المواقف، تأتي الخطوة التالية، وتتمثل في وضع اعتبارات وتشكيل سيناريوهات تستهدف الوصول إلى التشخيص والكشف عن المؤثرات والمحرضات التي أثرت على عاطفتك و ساقتك إلى مثل تلك الأفعال غير المتوقعة.
هنا يجب أن تركز بكل ما لديك من قوة لتكتشف تلك المشاعر والمؤثرات التي تجعلك تفقد السيطرة على عواطفك.
مثال: من المعتاد أن يتصرف شخص ما بغضب في المواقف التي يتم فيها امتحان أو تحدي معرفته أو خبرته في مجال ما، بمعنى آخر، عندما يشعر أنه يخضع لتهديد من الآخرين أو شك فيما يعرفه.
في هذا الموقف، يكون الحل أن يبحث الشخص جاهداً ليعلم الأسباب والدوافع التي تجعله ينظر إلى مثل هذه المواقف على أنها تهديد لما يعرفه من خبرة!
4- تعلّم مشاعرك جيداً وأتقنها
الخطوة التالية هي أن تركز جميع جهودك لتتمكن من مشاعرك وتتعرف عليها جيداً بحيث تؤدي إلى إتقانها. إننا نعلم تماماً أن الحديث هو أسهل بكثير من التطبيق، لهذا نقول لك أن الخوض في هذه الخطوة يتطلب مقداراً كبيراً من الالتزام والتكرس والصمود لتحصل على النتائج الفعلية التي ترجوها.
هنا كل ما تحتاجه هو التدريب المستمر. مع الوقت، تُطَور قدرتك على التعرف الجيد على جميع ردات فعلك ومشاعرك وتزداد قدرتك على الشعور بوعي أكبر عندما تقترب من اللحظات التي ستفقد فيها سيطرتك على مشاعرك، ويشكل هذا الوعي خط دفاع إضافي يزيد من قدرتك على التحكم بمشاعرك.
شيئاً فشيئاً، تزداد قدرتك الطبيعية على ذلك، فقط تمتع بالصبر والاستمرارية، اتفقنا؟
5- تعاطف مع الآخرين وضع نفسك مكانهم في كل شيء
لكي تحرز تقدماً على صعيد الذكاء العاطفي ، يجب أن تحاول فهم مشاعر الآخرين، ونعني هنا التعاطف empathy.
يمكنك الوصول إلى ذلك بأن تدرب نفسك على محاولة أن تضع نفسك مكان الآخرين، وترى الموضوع أو المشكلة من الزاوية التي يرونها، وكنتيجة على ذلك، تتمكن من التعرف على الأساليب والمشاعر التي تصدر عنهم في تلك المواقف المحددة.
حاول أن تفهم شعور الآخر، والآلام التي قد يسببها له سلوك من سلوكياتك أو تصرف ظالم قد يصدر عنك، وهذا ما يساعدك على تجنب ذلك.
6- سيطر على الموقف عند حدوثه
بعد كل هذا التحضير الذي قمت به، يجب أن تكون يقظاً دوماً، تنتظر بحكمة واستعداد ظهور أي موقف.
في مثل هذه الأوقات، سيدلك الذكاء العاطفي على أن هذا الموقف قد يسبب عدم سيطرتك على تصرفاتك، وعندها يعطيك دماغك الحل الأمثل لتتصرف بشكل لائق وتقوم باحتواء الموضوع والتحكم بالموقف.
يقول العلماء أن الأشخاص الذين يمتلكون ميّزات الذكاء العاطفي، يتمتعون بشخصيّة فعّالة وناجحة بشكل أكبر ضمن علاقاتهم الشخصيّة.
الذكاء العاطفي
 مصطلح يعبر عن قدرة الفرد على التعرف على عواطفه الشخصية، وفهمها بصورة سليمة، وإدراك مدى تأثيرها على الأشخاص من حوله، ويستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل ذكاء عاطفي عالٍ السيطرة على سلوكهم وضبطه، ولديهم فعالية أكثر على معرفة وإدارة مشاعرهم الخاصة، وإدارة مشاعر الآخرين أيضاً، وكلما ارتفعت مهارات الذكاء العاطفي، أدى ذلك لعلاقات شخصية فعالة وناجحة بشكل أكبر.
وهذا أمر مهم لأنه كلما فهمت هذه الجوانب أكثر، كلما كانت صحتك العقلية وسلوكك الاجتماعي أفضل.
يمكن أن يكون التحسن للذكاء العاطفي مفيدًا للغاية في جميع أنواع الظروف، سواء كان ذلك في العمل أو في المنزل أو في المدرسة أو حتى عندما تكون اجتماعيًا مع أصدقائك.
علامات تثبت أن لديك الذكاء العاطفي
 تفكر في ردود أفعالك
يمكن أن يعني الذكاء العاطفي الفرق بين ردة الفعل الجيدة وردة الفعل السيئة على الظروف. وتحتوي العواطف على معلومات مهمة يمكن أن تكون مفيدة للأداء الشخصي والاجتماعي، ولكن في بعض الأحيان قد تغمرنا هذه المشاعر وتجعلنا نتصرف بطرق لا نفضلها.
الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي هم أكثر عرضة لردة الفعل التي تكون دون إعطاء أنفسهم الوقت لوزن إيجابيات وسلبيات الموقف والتفكير في الأمور بالفعل.
الأشخاص الأقل قدرة على تنظيم مشاعرهم السلبية هم أكثر عرضة لصعوبة العمل بشكل اجتماعي مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب.
أظهر الأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد صعوبة في فهم عواطفهم وإدارتها.
وقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن هناك المزيد من الأعراض الاكتئابية لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في الذكاء العاطفي، حتى لو لم يكونوا مكتئبين سريريًا.
 ترى المواقف كتحدٍ
إذا كنت قادرًا على التعرف للمشاعر السلبية في نفسك وترى المواقف الصعبة كتحدٍ مع التركيز على الإيجابيات والمثابرة عندها يكون لديك ذكاء عاطفي كبير.
تخيل للحظة أنك فقدت وظيفتك. قد ينظر الشخص الذكي عاطفياً إلى عواطفه كإشارات لاتخاذ الإجراءات وللتعامل مع التحديات والتحكم في أفكاره ومشاعره.
ولكن قد يعاني شخص لديه مهارات عاطفية ضعيفة من فقدان وظيفته ويفكر في نفسه على أنه عاطل بشكل يائس ويتحول إلى اكتئاب.
يمكنك تعديل عواطفك
بالطبع هناك أوقات يمكن أن تتحسن فيها مشاعرك ولكن إذا كنت شخصًا ذكيًا عاطفيًا فيعني ذلك عندما يحدث تكون لديك المهارات اللازمة للتعديل عليها.
ومن الواضح أن الاعتدال هو المفتاح عندما يتعلق الأمر بإدارة عواطفنا.
وربما هذا هو السبب في أن الذكاء العاطفي أثبت أنه مرتبط بمستويات أقل من القلق.
 يمكنك وضع نفسك في أماكن الآخرين
إذا كنت قادرًا على توسيع هذه المهارات إلى ما هو أبعد من أدائك الشخصي، فهذه علامة أخرى على أن لديك مستويات عالية من الذكاء العاطفي.
العمل العاطفي هو عملية إدارة المشاعر والتعبيرات لتلبية الاحتياجات العاطفية الخاصة بوظيفة.[1][2]
وبشكل أكثر تحديدًا، يُتوقع من العمال تنظيم مشاعرهم أثناء التفاعل مع العملاء وزملاء العمل والرؤساء، وهذا يشمل التحليل وصُنع القرار من حيث التعبير عن العاطفة، سواء شُعرت فعليًا أم لا، والعكس صحيح من حيث إتخاذ القرار لقمع المشاعر التي شُعر بها ولكن لم يُعَبّر عنها.
ومن الأدوار التي تم تحديدها على أنها تتطلب العمل العاطفي والتى  تشمل على سبيل المثال لا الحصر الأشخاص المشاركين في الإدارة العامة، والمضيفات، وعاملوا الرعاية النهارية، و التمريض، وخدم المنازل، والعاملين بالتمريض، والأطباء، وموظفي المتاجر، والعاملين بمراكز الاتصالات وخدمة العملاء، والعاملين بالجنس، والمعلمين، والعاملين بالمجالات التى تطلب تواصل إجتماعي، ومعظم الأدوار في الفنادق،والحانات، والبارات، والمطاعم، والفنادق الصغيرة على الطرق العامة، وكذلك الوظائف في وسائل الإعلام، مثل التلفزيون والإذاعة.[3]
ومع انتقال بعض الإقتصادات الخاصة من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد القائم على الخدمات فمن المتوقع أن يتحكم ويدير عدد أكبر من العمال في مختلف المجالات المهنية عواطفهم وفقًا لمطالب أصحاب العمل مقارنة بما كانوا عليه قبل ستين عامًا.
مفهوم العمل العاطفي ومقابلاته
تبين هذه الصورة نادلة بمطعم حيث يُتوقع منها إظهار العمل العاطفي مثل الإبتسام والتعبير عنالمشاعر الإيجابية تجاه العملاء.
يُقدم عالم الاجتماع أرلي هوكشيلد أول تعريف للعمل العاطفي على أنه شكل من أشكال التنظيم العاطفي الذي يخلق عرض مُجمّل ماديًا ومرئيًا داخل بيئة العمل.[1] ويخلط الكثيرين بين هذا المصطلح وبين الإدارة العاطفية وهى ماتعرف أيضًا بالعمل العاطفى ولكن على النقيض فإنها تشير إلى عملية إدارة المشاعر والتعبيرات لتلبية الاحتياجات العاطفية الخاصة بالحياة الشخصية للفرد مع المقربين إليه من أهل وأصدقاء بلا أى عائد مادى أو تُعرف بأنها العمل العاطفى المُنجز في محاولة حفاظ الفرد على علاقاته الشخصية كما هو الحال داخل المنزل أو التفاعل مع العائلة والأصدقاء.
وحدد هوكشيلد ثلاث استراتيجيات لتنظيم العاطفة:
1. الاستراتيجية المعرفية.
في إطار العمل العاطفي المعرفي، يُحاول المرء تغيير خلفيته المعرفية أو أفكاره المتعلقة بشأنٍ ما على أمل تغيير المشاعر المرتبطة بها.[4] على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يربط صورة عائلية مع الشعور بالسعادة فكلما سعى إلى الشعور بالسعادة يحاول إسترجاع هذه الصورة في مخيلته مرة أخرى.
2. الإستراتيجية الجسدية.
فى إطار العمل العاطفي الجسدي، يُحاول المرء تغيير الأعراض الجسدية المصاحبة لأمر ما من أجل خلق العاطفة المرجوة.[4] على سبيل المثال، قد يحاول المرء التنفس العميق من أجل الحد من الغضب.
3. الإستراتيجية المعبرة.
فى إطار العمل العاطفى المُعبر، يُحاول المرء تغيير الإيماءات التعبيرية لتغيير المشاعر الداخلية.[4] على سبيل المثال، قد يُحاول المرء أن يبتسم عند محاولة الشعور بالسعادة، فيصبح المرء مدرك تمامًا بالعمل العاطفي في معظم الأحيان عندما لا تناسب مشاعره الوضع. فعلى سبيل الإيضاح، عندما لا يشعر المرء بالحزن في جنازة ما، ومع كون المرء على علم تام بالمشاعر المناسبة لهذا الوضع فعليه أن يُشرع في إظهارالمشاعر والإيماءات التعبيرية المناسبة.[4]
ولا يجب الخلط بين الإدارة العاطفية والعمل العاطفى، فالإدارة العاطفية_ هو قدرة المرأة على إدارة العاطفة في إطار الإمور الشخصية، أما العمل العاطفي هو إدارة العاطفة داخل مكان العمل وفقا لتوقعات أرباب العمل. ووفقًا لهوكشيلد (1983)، فإن إدارة العاطفة من قبل أرباب العمل تخلق حالة تُمكن هذه الإدارة العاطفة في إحداث تغيير في السوق.[1]
ووفقا لهوكشيلد (1983)، فإن الوظائف التي تتضمن العمل العاطفي تُعرَف بأنها:
  • تتطلب التعامل وجهًا لوجه أو صوتًا إلى صوت في حالة الاتصال مع الجماهير أو العامة.
  • تتطلب من العامل بها أن يُنتج حالة عاطفية في شخص آخر.
  • تسمح لصاحب العمل، من خلال التدريب والإشراف، بممارسة قدر من السيطرة على الأنشطة العاطفية للموظفين.[1]
ويُناقش هوكشيلد (1983) بأنه في إطار عملية التسليع، فإن العاملين في مجال الخدمة يلزم عليهم إقصاء وفصل مشاعرهم الخاصة في مكان العمل.[1]
العوامل المحددة لنسب الإحتياج للعمل العاطفي[عدل]
  • المعايير المجتمعية والمهنية والتنظيمية.
فعلى سبيل المثال، تشير الأدلة التجريبية إلى أنه توجد عادة في المخازن المزدحمة شرعية أكبر للتعبير عن المشاعر السلبية أكثر من الشرعية الموجودة في المخازن البطيئة وغير المزدحمة. حيث يُتوقع من الموظفين في هذه الحالة التصرف وفقا لقواعد العرض؛[5] وهكذا، فإن الثقافة العاطفية التي ينتمي إليها المرأ تؤثر على إلتزام الموظف بهذه القواعد.[6]
  • السمات التفضيلية والمشاعر الداخلية للشخص فيما يتعلق بأمرالوظيفة الفضلى لديه.
مثل التعبير العاطفي للموظف، والذي يشير إلى قدرة الموظف على استخدام تعبيرات الوجه والصوت والإيماءات وحركات الجسم لنقل العواطف،[7] أو مستوى الموظف من الهوية المهنية  والتى تعني أهمية الدور الوظيفي لهوية الشخص نفسه، والذي يسمح له أو لها بالتعبير عن العواطف المرغوبة تنظيميًا بسهولة أكبر لعدم وجود تناقض شديد بين المتطلبات العاطفية للوظيفة المُلزم بها المرء وبين خبرته العاطفية وتصرفاته المُعبر عنها.[8]
  • التنظيم الإشرافي لقواعد العرض العاطفية المطلوبة. فمن المُرجَح أن  يكون المشرفين مُحددين مهمين لقواعد العرض العاطفي على مستوى الوظيفة، مُعطين تأثيرهم المباشر على معتقدات العمال حول التوقعات عالية الأداء. وعلاوة على ذلك، انطباعات المشرفين الخاصة بالحاجة إلى قمع المشاعر السلبية في العمل تؤثر على انطباعات الموظفين الخاصة بقاعدة العرض العاطفى.[9]
العمل المعرفى ومقابلاته[عدل]
المهارات المعرفية ومهارات الإدارة العاطفية أمران منفصلان ولكن كلاهما مرتبط بالأخرلأداء وظيفي ناجح. حيث تشمل المهارات المعرفية تطبيق المعرفة الواقعية على التحليل العقلانى للمشاكل واتخاذ القرارات العقلانية السليمة. بينما تشمل الإدارة العاطفية التحليل وصنع القرارات من حيث التعبير عن العاطفة سواء شُعر بها فعلا أم لا، والعكس صحيح حيث يجب  قمع المشاعر التي يشعر بها ولكن لم يُعبر عنها. وبشكل أكثر تحديدًا فإن العمل العاطفي يلعب دورًا أساسيًا أثناء التواصل بين العمال والمواطنين، ويتطلب التنفيذ السريع لحسم الأمر من خلال الاستشعار العاطفي، والتحليل، والحُكم، والتصرف.[10]
  • الإستشعار عن بعد: من حيث إكتشاف الحالة العاطفية المؤثرة على الأخر واستخدام تلك المعلومات لتنظيم وتنسيق بديل أو بدائل خاصة للفرد المُعامل تجعله أكثر استجابة له.
  • تحليل حالة الفرد العاطفية المؤثرة على الشخص ومقارنتها مع الأخرين.
  • الحكم: وتعنى معرفة الاستجابات البديلة التي قد تؤثر على الأخر ثم إختيار أفضل بديل مناسب للشخص.
  • السلوك: حيث يقوم العامل بقمع أو الإظهار والتعبير عن مشاعر خاصة من أجل الحصول على استجابة المرغوبة من الآخر.
التمثيل السطحى والعميق[عدل]
للوصول للوصف الأصلي لعملية العمل العاطفى والإدارة العاطفية فقد ركز الباحثون على التمثيل السطحي والعميق باعتبارهما الإستراتيجيات الأولية التي يستخدمها الموظفون لتنظيم عواطفهم.
فالتمثيل السطحي يتضمن عملية إدعاء تتم من خلال تغيير التعبيرات الخارجية، ولكن تبقى المشاعر الداخلية سليمة (2013).[11] وعلى النقيض فإن التمثيل العميق يُعتبرعملية مجدية حيث يتم خلالها تغيير مشاعر الموظفين الداخلية للمواءمة مع التوقعات التنظيمية، وإنتاج المزيد من المظاهر العاطفية الطبيعية والحقيقية (غراندي وآخرون، 2013)[12].
وعلى الرغم من أن العمليات التنظيمية الضمنية تختلف في كل نهج، ولكن يظل الهدف الرئيسي من كلٍ منهما هو إظهار المشاعر الإيجابية، والتي يُفترض أن تؤثر على مشاعر العملاء وكذلك العائد المادى من خلال المبيعات والتوصيات الإيجابية، وتكرار الأعمال؛ بوغ ، 2001؛ تساي، 2001).[12][13][14] ومع ذلك، وكما ذُكر سابقا، فقد وجدت الأبحاث على العموم أن التمثيل السطحي يتسبب في إحداث مشاكل وإشكاليات فيما يتعلق بسعادة الموظفين أكثر من التمثيل العميق (غراندي، 2003؛ هولشيغر & شيوي، 2011).[15][16]
وظائف[عدل]
كان يُنظر في الماضي إلى مطالب العمل العاطفي وقواعد العرض العاطفية على أنها سمة من سمات مهن معينة، مثل عمال المطاعم، وأمناء الصناديق، والعاملين في المستشفيات، وجامعي الفواتير، والمستشارين، والأمناء، والممرضات. ومع ذلك، فقد تم تصور قواعد العرض العاطفية على أنها ليست فقط متطلبات لدور مجموعات مهنية معينة، ولكن أيضًا كمطالب وظيفية أساسية للتواصل مع الناس، والتي تتقاسمها أنواع كثيرة من المهن.[9]
جامعى الفواتير[عدل]
في عام 1991، أجرى ساتون دراسة نوعية متعمقة في جامعي الفواتير في إحدى وكالات جمع البيانات.[17] ووجد أنه خلافًا للوظائف الأخرى الموصوفة هنا والتي يحتاج الموظفون إلى إظهار البهجة والتركيز، فإنه يتم إختيار جامعي الفواتير وتهيأتهم إجتماعيًا لإظهارالحنق والسخط تجاه معظم المدينين.  فيفضل دائمًا لدى وكالات التحصيل توظيف الأشخاص سريعين الحنق، ثم بعد ذلك  يتم تدريب الوكلاء المُعينين حديثًا على متى وكيف تُظهر المشاعر المتفاوتة  لتناسب الأنواع المختلفة من المدينين. ووبينما هم يعملون في وكالة التحصيل، فإنهم دائمًا مايُرصدون عن كثب من قبل المشرفين عليهم للتأكد مما كانوا يقومون بنقل مشاعر العجلة المُلحة إلى المدينين أم لا. فالعمل العاطفي لجامعي الفواتير يتكون من عدم السماح للمدينين الغاضبين والعدائيين من جعلهم غاضبين وعدم الشعور بالذنب إزاء الضغط على المدينين المُلتزمين معهم مقابل المال.[17] فيتعامل جامعى الضرائب مع المدينين العدائين من خلال جعلهم يظهرون غضبهم علانية أو إلقاء نكات بعد أن ينتهى المدينين من حديثهم لإحراجهم وإيضاح عدم تأثرهم بحديثهم وغضبهم.[17] كما يُقلل فصل مشاعرهم عن المدنين من شعورهم بالذنب أو الإثم تجاههم.[17]
عمال في قطاع التغذية والأغذية[عدل]
موظفي الإنتظار[عدل]
في دراسة لعام 1991 من النادلات في فيلادلفيا، تدرس باولز كيف يفرض هؤلاء العمال السيطرة والحماية لهويتهم الشخصية خلال تفاعلاتهم مع العملاء. وفي أعمال المطاعم، تقول باولز أن تبعية العمال للزبائن يتم تعزيزها من خلال "الرموز الثقافية التي تنشأ من إفتراضات عميقة الجذور حول عمل الخدمة". حيث أن تفاعلات النادلات لم تُنظم بدقة من قبل أصحاب العمل،  بل حُكمت تفاعلات النادلات مع العملاء بأيدي النادلات أنفسهن. وعلى الرغم من أن القوالب النمطية والإفتراضات المُقامة حول العمل في المطاعم عادة ما تُوَصِّمُهن بالعار، إلا أن دراسة النادلات أوضحت أنهن لايتأثرن سلبًا من خلال تفاعلاتهن مع العملاء، بل على العكس من ذلك، رأوا قدرتهم على إدارة عواطفهم كمهارةٍ تمكنهن من السيطرة على العملاء. وهكذا، إستغلت نادلات فيلادلفيا عدم وجود عمل عاطفي يُنظم من قبل صاحب العمل من أجل تجنب العواقب السلبية المحتملة للعمل العاطفي.[18]
وعلى الرغم من أن باولز تُسلط الضوء على العواقب الإيجابية للعمل العاطفي على قطاع معين من النادلات، فقد وجد علماء أخرون عواقب سلبية للعمل العاطفي مع النادلات. وخلال ثمانية عشرة شهرًا من أبحاث مراقبة الأفراد المشاركة، وجد بايارد دي فولو (2003) أن نادلات الكازينو يتم مراقبتهن بشكل كبير ورشوتهن نقديًا لأداء العمل العاطفي في مكان العمل.[19] على وجه التحديد، يقول بايارد دي فولو (2003) أنه من خلال البيئة الجنسية ونظام البقشيش السخي، فإن كلًا من مالكي الكازينو والزبائن يتحكمون في سلوك النادلات ومظهرهن لمصلحتهم وسرورهم. وعلى الرغم من أن النادلات لديهن أشكالهن الخاصة بهن من آليات المقاومة الفردية والجماعية، إلا أنّ الرصد المكثف والمُتناسق لأفعالهم من قبل إدارة الكازينو تجعل من الصعب تغيير طرق وسياق السلطة في مكان عمل الكازينو.
يتمتع بعض الأشخاص بذكاء عاطفي بطبعهم مقارنة بغيرهم، ومع ذلك بإمكاننا جميعا اكتساب هذه السمة الشخصية أو تحسينها، كما أن الاهتمام بأفكارنا ومشاعرنا والحرص على الاصغاء للآخرين والبحث عن الأشياء التي نشعر بالامتنان لها في حياتنا يمكن أن يساعدنا في تطوير هذه السمة.
وتشير الدراسات إلى أن الذكاء العاطفي مهم للغاية في تسهيل النجاح، حيث أثبتت أن الأشخاص الذين يملكون سمات شخصية محددة عادة ما يتمتعون بحياة اجتماعية أفضل ويعيشون بسعادة.
وتطرق تقرير لموقع "لورنينغ مايند" الأميركي إلى العلامات التي تدل على تمتع المرء بقدر عالٍ من الذكاء العاطفي، تعرف عليها وتعلمها:
1. القدرة على فهم وتحديد العواطف
يتمتع الأشخاص الذين يملكون قدرا عاليا من الذكاء العاطفي بإدراك ذاتي، حيث يُعرفون بقدرتهم العالية على فهم مشاعرهم، مما يجعل من السهل عليهم التعامل مع عواطفهم بطريقة صحيحة.
ويستخدم هؤلاء لغة عاطفية ثرية تجعلهم قادرين على تحديد عواطفهم، فعلى سبيل المثال، بدلا من استعمال كلمة "سعيد" يميل هؤلاء الأشخاص إلى استخدام مجموعة غنية من المفردات التي تعبر عن سعادتهم، مثل "مبتهج" و"مسرور"، كما تساعد لغتهم هذه على التعامل مع المشاعر السلبية بشكل أكثر فاعلية.
2. القدرة على فهم مشاعر الآخرين
يستخدم الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي الإدراك الذاتي لتحديد مشاعر الآخرين، وتسهّل القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون مهمة تقديم المساعدة والدعم لهم، ويبادر هؤلاء بطرح أسئلة تتيح للآخرين الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطلاقة.
ويساعدهم هذا الأسلوب لاحقا على التوصل إلى الطريقة المناسبة لإدخال البهجة إلى قلب ذلك الشخص أو التهدئة من روعه، ويمكن لهذه الفئة من الأشخاص إنشاء علاقات مفيدة وهادفة. 
3. جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة
التمتع بالقدرة على التواصل مع الآخرين يجعل هؤلاء الأشخاص قادرين على مراعاة مشاعر غيرهم، حيث يميلون إلى تذكر تفاصيل حياتهم، مثل عملهم واهتماماتهم.
ويملك الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي القدرة على جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة من خلال الاهتمام بهذه التفاصيل، فعلى سبيل المثال تذكر الزهور المفضلة لدى شخص ما وإحضارها لبعث البهجة في نفسه من علامات الذكاء العاطفي.
4. إدارة الأفكار
يدرك الأشخاص الأذكياء عاطفيا أن الأفكار هي مجرد أفكار وليست حقائق، ما يساعدهم على تجنب الحديث عن بعض المواضيع أكثر من اللازم.

وفضلا عن ذلك، يملك هؤلاء القدرة على فهم حقيقة أن الأفكار التي تجول في أذهاننا هي السبب وراء الحالة النفسية التي نعيشها، لذلك يعملون على التخلص من الأفكار غير المفيدة.
ولا يميل هؤلاء الأشخاص إلى حمل ضغائن أو الحديث عن الماضي فهم يدركون أنه لا يمكن تغييره، وأن التركيز على التجارب السلبية التي حدثت سابقا من شأنه أن يمنعهم من التمتع باللحظة الراهنة.
الأشخاص الأذكياء عاطفيا يملكون القدرة على فهم حقيقة أن أفكارنا وراء الحالة النفسية التي نعيشها (مواقع التواصل)
5. تقدير كل ما هو جيد
يساعد التوازن العاطفي الأشخاص على تقدير كل ما يملكونه وما استطاعوا تحقيقه ومنع الأفكار والمشاعر السلبية من السيطرة على تفكيرهم.

ويستطيع الأذكياء عاطفيا التركيز على الجانب الإيجابي في حياتهم وتحقيق توازن صحي، حيث إن التفكير في الجانب المشرق من حياتنا وما نشعر بالامتنان من أجله يساعدان على الخروج من أنماط التفكير السلبي والحالات المزاجية العاطفية السيئة.
الذكاء العاطفيّ لاحَظ بعض عُلماء النفس أنَّ سعادة ونجاح الإنسان في حياته لا تتوقَّف على ذكائه العقليّ فقط، بل على مهاراته وصفاته المَعروفة باسم الذكاء العاطفيّ، حيث بدأ العلماء بإجراء العديد من الأبحاث التي تُساعد على توظيف ذلك النوع من الذكاء؛ من أجل فهم شخصيّة الإنسان، ورفع مستواه في الإنتاج والعمل، وتنمية قدراته الإبداعيّة والتعليميّة؛ وذلك لوضع قواعد تساعد الشخص على التكيُّف داخل مُجتمَعه.[١] Volume 0%   تعريف الذكاء العاطفيّ يُعرَف الذكاء العاطفيّ بأنّه قُدرة الإنسان على التعرُّف على العواطف وإدارتها، سواءً كانت عواطفه الخاصة، أو عواطف الأشخاص المُحيطين به، وقد قيل إنّ الذكاء العاطفيّ يتضمّن ثلاث مهارات: الأولى، هي القُدرة على إدارة العواطف والتي تتضمّن تشجيع الآخرين وتهدئتهم، مع القدرة على تكوين المشاعر الخاصة بالإنسان نفسه، أمّا المهارة الثانية، فهي الوعي بالمشاعر، والمهارة الثالثة، وهي قدرة الإنسان على تطبيق المشاعر الخاصة به في المَهمّات، سواء كانت تلك المهمات مُختصَّة بحلّ المشاكل، أو بطريقة التفكير.[٢] وهناك عدد من التعاريف الخاصة بالذكاء العاطفيّ، تختصّ بعدد من الباحثين، منها ما يأتي:[١] عرَّف ماير وسالوفي الذكاء العاطفيّ على أنّه إدراك المعاني الخاصة بالاستنتاج، والانفعالات، ثم حل المشاكل على ذلك الأساس، ويترافق ذلك الأمر مع القدرة على قراءة المشاعر التي لها علاقة بالعواطف، وفَهْمِ معلوماتها والتحكُّم بها؛ من أجل ضبط الانفعالات. عرَّف الباحث أبراهام الذكاء العاطفيّ على أنّه قدرة الإنسان على استخدام المعرفة الانفعاليّة؛ من أجل حلّ المشاكل، وذلك باستخدام الانفعالات الإيجابيّة، وقد قال أبراهام إنّ الذكاء العاطفيّ هو مجموعة من المهارات التي تتميَّز بالدقة في تصحيح المشاعر الشخصيّة وتدقيقها، واكتشاف المشاعر الانفعاليّة لدى الأشخاص الآخرين؛ ليتمّ استخدامها من أجل الإنجاز، والدافعيّة في حياة الإنسان. عرَّف الباحثان فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع رزق الذكاء العاطفيّ على أنّه امتلاك الإنسان القدرة على الإدراك والانتباه بشكل جيّد، ثم فَهْم المشاعر الذاتيّة بشكل واضح، وتنظيمها؛ من أجل مُراقَبة الانفعالات والمشاعر الخاصة بالآخرين بشكل دقيق؛ كي تكون العلاقات معهم انفعاليّة؛ حتى تساعد الفرد على الرُّقي الانفعاليّ، والعقليّ، والمهنيّ، مع تعلُّم المهارات الإيجابيّة في الحياة. عرَّف كامبر الذكاء العاطفيّ على أنّه مجموعة قدرات مُختلِفة عن الذكاء الأكاديميّ، بحيث يتضمّن القدرات المعرفيّة الخاصة بالعقل، إلّا أنَّها تُعَدُّ مُكمِّلةً لذلك النوع من الذكاء. Volume 0%   علامات الذكاء العاطفيّ يتميَّز الذكاء العاطفيّ بعدّة علامات، من أهمّها ما يأتي:[٣] التفكير بالمشاعر: يبدأ الذكاء العاطفيّ بالوعي الذاتيّ والاجتماعيّ، مع امتلاك قدرات التعرُّف على العواطف، وإدراك تأثيرها في الشخص نفسه، وعلى من حوله. التوقُّف للتفكير: على الشخص أن يتوقَّف للتفكير، وخصوصاً قبل التصرُّف أو التحدُّث مع الآخرين؛ لأنَّ ذلك سوف يساعد على تجنيبه الكثير من الإحراج، ومن الممكن القول أنّ التوقُّف للتفكير يمنع الشخص من اتّخاذ قررات مَبنِيّة على مشاعر مُؤقَّتة. السيطرة على الأفكار: السيطرة على الأفكار والعواطف قد تكون صعبةً، إلّا أنّه يجب على الشخص تركيز أفكاره؛ حتى يمتلك القدرة على السيطرة على ردود الفعل؛ وهذا الأمر يساعد الشخص على ألا يكون عبداً لعواطفه، كما يسمح له بأن يعيش بالطريقة التي تناسب قِيَمَه وأهدافه. الاستفادة من الانتقادات: يجب أن يعتبر الشخص النَّقد فرصة من أجل التعلُّم، حتى وإن حصل عليه بطريقة غير مثاليّة، أمّا إذا كانت الانتقادات غير صحيحة ولا أساس لها، فعلى الشخص أن يستفيد منها عن طريق تعرُّفه على الطريقة التي يُفكِّر بها الآخرون. الأصالة: تعني الأصالة أن يكون الشخص قاصداً لما يقوله، وأن يتمسَّك بالمبادئ والقِيَم الخاصة به. إظهار التعاطُف: يتضمَّن التعاطُف القُدرة على فَهْم مشاعر الآخرين وأفكارهم؛ لأنّ هذا الأمر يساعد على التواصُل معهم بشكل أفضل، ولا يعني التعاطف الاتِّفاق مع وجهة نَظَر الأشخاص الآخرين، إلا أنّه يسمح للشخص ببناء علاقات عميقة ومُتواصِلة بشكل أكبر. مَدْح الآخرين: يتوق جميع الناس إلى تقديرهم والثناء عليهم؛ حيث يساعد ذلك الأمر على بناء الثقة، ويلهمُهم ليكونوا أفضل ممّا هم عليه الآن. تقديم ردود الفعل البنّاءة: يجب على الشخص تقديم ردود الفعل البنّاءة للآخرين؛ حيث يراها الآخرون مفيدة لهم، على عكس ردود الفعل السلبيّة التي تتميَّز بأنّها ضارّة وتُلحق الأذى بمشاعر الآخرين. الاعتذار: إنّ اعتذار الشخص يدلّ على التواضع؛ لأنّ الاعتذار يحتاج إلى الشجاعة والقوة للقيام به؛ حيث يساعد الذكاء العاطفيّ الشخص على فَهْم أنّ الاعتذار لا يعني الوقوع بالخطأ، بل يعني أنّه يقيِّم علاقتَه ويقدِّرها أكثر من ذاته. المغفرة والنسيان: عندما يغفر الشخص أخطاءَ الآخرين وينساها، فذلك يعني أنّه يمتلك القدرة على المُضِيِّ قُدُماً في حياته، وأنّه لن يكون رهينةً لتلك الأمور. المُحافَظة على الالتزامات: إنّ حفاظ الشخص على كلمته، سواء كان ذلك في الأمور الكبيرة أو الصغيرة، يدلّ على امتلاكه سمعة مَوثوقة وقويّة. مُساعَدة الآخرين: تُعَدُّ مُساعَدة الآخرين إحدى الطُّرُق التي تؤثِّر على الناس بشكل إيجابيّ؛ لأنّ هذا الأمر يساعد على إلهام الآخرين، وبناء الثقة فيما بينهم. تأثير الذكاء العاطفي يؤثِّر الذكاء العاطفيّ على العديد من الأمور، منها: تأثير الذكاء العاطفيّ على العمل يُعَدُّ الذكاء العاطفيّ من الأمور التي يفتقدها موقع العمل، فلو اتُّصِفَ به في بيئة العمل،فإنّه سيساعده على إلصاق عناصر النجاح ببعضها البعض؛ حيث يساعد الذكاء العاطفيّ على التقليل من الدورات التدريبيّة الخاصة بالمُوظَّفين؛ من أجل زيادة الأرباح، وقد أثبتت بعض الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يمتلكون نسبة مُرتفِعة من الذكاء العاطفيّ يمتلكون أداءً أفضل من الأشخاص الذين يتّسمون بنسبة مُتدنِّية من الذكاء العاطفيّ.[٤] ويجب على الشخص التخلُّص من المشاعر السلبيّة؛ كي ينعم بالصحة والسعادة؛ حيث إنّ الأشخاص السُعداء يمنعون مشاعر الذَّنْب، أو الغَضَب، أو الرَّفْض، أو الخوف من إضاعة الوقت، فوجود شعور سلبيّ في جسم الشخص؛ يتسبّب بظهور حالة من عدم الانسجام والاتّزان؛ مما يُسبّب عجزه عن أداء وظائفه بشكل كامل؛ حيث إنّ فقدان الشخص لكماله مُساوٍ لفقدانه قوّة شخصيّته.[٤] الذكاء العاطفيّ في العلاقة الزوجيّة ظهر في السنوات الأخيرة عدد من الاكتشافات التي تتعلّق بردود الفعل العاطفيّة والانفعاليّة التي تحدِّد نوع العلاقة الزوجيّة؛ حيث أوضح الباحثون المُختَصّون في العلاقات الزوجيّة أنّه كلما كان الأزواج ذوي إدارك مُنظَّم ودقيق، وكانت تعبيراتهم الخاصة في العواطف والانفعالات أفضل، كانت علاقتهم الزوجيّة أسعد.[١] الذكاء العاطفيّ للرجل والمرأة أظهر عدد كبير من الدراسات وجود فروقات تظهر بتغيُّر جنس الشخص فيما يتعلّق بنسبة الذكاء العاطفيّ لديه؛ حيث يُرجَّح أنَّ الذكاء العاطفيّ لدى النساء أعلى من الرجال، وسبب هذا أنّ مناطق الذكاء العاطفيّ في الدماغ لدى النساء تنمو بشكل أكبر من الرجال، كما أنّ الرجال يتميّزون بأنّهم أفضل فيما يتعلَّق بمُراقَبة الذات، والتفاؤل، والاستقلاليّة، ومُقاوَمة الضغوط، وحلّ المشكلات، كما وُجِد أنّ النساء يتفوّقْنَ على الرجال فيما يتعلّق بالتعاطُف، والمَسؤوليّات الاجتماعيّة، والمهارات الشخصيّة، وإدارة الانفعالات.[١]

هناك من المهارات العلمية والتقنية ما لم تتعلمه في المدرسة، بل هناك أيضًا من العلوم الاجتماعية والعلمية ما لم تتبناه كثير من مناهج مدارسنا حتى الآن، لنرى غيرنا قد سبقونا في بداية تعلم تطبيقه عمليًا في معاملهم بالفعل، إلا أن التأخر في التعليم أو التغافل عن التدريب على بعض من الأساسيات الحياتية ليس بجديد على منهاج المدارس، وبالأخص في المرحلة المتوترة التي يعيشها عالمنا العربي أخيرًا، إلا أن ذلك التغافل لا يقتصر فقط على على المهارات العلمية، بل يمتد إلى أساسيات قد تنفعنا على المدى الطويل في حياتنا اليومية.
لا يعني أن تعلمنا مهارات التواصل مع الناس في سن مبكر أننا لن نخطأ أبدًا في تعاملاتنا اليومية فيما بعد، إلا أنه لا يمكننا إنكار بأن تعلم مهارات مثل الذكاء العاطفي، والمهارات الحياتية في التعامل مع البشر، قد تغنينا عن الوقوع في كثير من الإشكاليات التي قد تؤدي بنا إلى مواقف عصيبة فيما بعد.
الذكاء العاطفي ببساطة هو القدرة على تمييز مشاعرنا والتحكم فيها بشكل واع، كما يمكننا من تعريف وفهم مشاعر الآخرين، والتحكم في تأثيرها علينا، ويتكون من ثلاثة مفاهيم أساسية، وأولها الإدراك العاطفي، وهو القدرة على تحديد ما نشعر به، وما يشعر به الآخرين تجاهنا، يليها القدرة على التحكم في العواطف وتطويعها، واستغلالها في تحقيق الأهداف، وفي حل المشاكل كذلك، أما المفهوم الثالث، فهو التحكم بعواطف الآخرين، إما بإسعادهم أو ببث الحزن في نفوسهم.
يبدو الكلام بسيطًا عند القراءة، فربما هي بضعة نصائح من خبير في العلاقات الاجتماعية يصبح المرء بعدها بارعًا في إدارة مشاعره ومشاعر الآخرين، إلا أن الأمر ليس بتلك السهولة، فهناك من يسمح لمشاعره أن تتحكم بزمام الأمور في حياته تاركًا لها أن تفسد عليه خططه، وهناك من يدع مشاعر الحزن تسيطر عليه ويبثها في الآخرين بدون وعي منه، أما أولئك من يتمتعون بمهارات متقدمة في الذكاء العاطفي، فلديهم قدرة ملحوظة في القيادة وإدارة الأعمال، ولديهم باع في حل النزاعات، كما لا يدعون مشاعرهم السلبية تدمر حياتهم وحياة الآخرين، وهناك ذلك النوع الفريد الذي يستخدم ذكاؤه العاطفي في إيذاء من أمامه، وذلك لقدرته على التلاعب بمشاعره.
لا يمكننا خلط الذكاء العاطفي بالمشاعر الشخصية، فلا يمكننا التعبير عن الذكاء العاطفي الحزن أو السعادة أو الشجاعة، فكلها صفات شخصية، لا يمكننا تلخيص الذكاء الاجتماعي بها، كما يخلط البعض ومنهم خبراء علم النفس بين الذكاء العاطفي ومستوى الذكاء العادي، باعتبارهم الذكي عاطفيًا " Emotionally Intelligent" يتمتع بمستويات عالية من الذكاء IQ، ولكن ما سبق يعد من أشهر الأخطاء الشائعة التي يسيء بها الناس فهم الذكاء العاطفي.
هل واجهت من قبل نفسك بما تشعر به حقٍا؟، يخشى البعض منا سماع الحقيقة، هذا أمر طبيعي إذا ما كان يسمعها من شخص آخر، ولكن يكون الوضع غريبًا وغير مألوفًا على البشر حينما يواجهون الحقيقة بسماعها من أنفسهم، فمن الصعب أن يواجه الإنسان نفسه، ويحدد ما يشعر به حقٍا تجاه شيء أو شخص معين، هل هو بالفعل يكرهه، أو هل هو بالفعل سعيد بتواجده في تلك الوظيفة، أم هل هذا المجال الأكاديمي سيحقق له السعادة التي يبغيها؟، ماذا عن مشاعر الآخرين تجاهنا، تكون تلك المهمة الأصعب بالنسبة للناس، وهي تحديد المشاعر التي يكنها البشر تجاهنا، فنجد أن العديد منا يقع في مصيدة الحب إلا أنه يكتشف بعد فترة بأنها كانت مجرد مشاعر كاذبة، أو يرى البعض احترامًا ومودة من صديق معين، وينخدع فيه لاحقٍا؟، أمازلت ترى أن الذكاء العاطفي ليس مهمًا؟
يقول خبراء علم النفس بأن الذكي عاطفيًا له القدرة على رؤية مشاعر الآخريين بوضوح وكأنها علامات مرسومة على وجوههم، فله القدرة على اكتشاف الناس بسرعة، ومعرفة ما إذا كانوا يصطنعون المشاعر الموجهة نحوه أم لا، كما أن هذا يعود عليه بالنفع كذلك، فيستطيع تحديد مشاعره بدقة، ومن هنا يحدد قرارته وما هو قابل على فعله أو تحمله بناءٍا على شعوره تجاه هذا الأمر بالتحديد.
من لا يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء العاطفي لا يميلون إلى التجربة الأولية، وهي ما يعمد أغلبنا إليه، فدائمًا نميل إلى قول دعني أجرب أولًا لأري كيف ستسير الأمور وكيف سأشعر تجاه ذلك الشخص أو بخصوص ذلك الأمر، إلا أن التدريب على تحديد مشاعرك الأولية لأصحاب الذكاء العاطفي ما يجعلهم يتجنبون كثيرًا من التجارب الفاشلة، أو المحكوم عليها بالفشل من البداية.
ماذا عن المشاعر المدمرة؟، أليست من أكثر الأشياء التي تهيمن على حياتنا وتقوم بتدميرها شيئًا فشيئًا دون إدراك كامل منا؟، لا يمكننا تجاهل المشاعر السلبية مطلقٍا، فهي لا ترحل مع الزمن، ولا ننساها بانشغالنا بمهام أخرى، بل هي من أكثر السموم الحايتية التي لا تؤذي جسديًا، ولكنها تدمر عاطفيًا، وهو ما يستطيع الذكي عاطفيًا تميزه، فهو يستطيع التحكم في مشاعره السلبية، وترويضها لكي لا تهيمن على حياته، أو حياة من حوله.
هل تعد نفسك من الأفراد المنتجة في المجتمع؟، هذا لا يعني قدرتك على إنتاج الماديات من المنتجات والسلع، بل هل تجد نفسك مِن من يضيفون شيئًا إيجابيًا للمجتمع؟ أو على العكس تمامًا ينشر مشاعره السلبية تجاه الآخرين؟، هذا ما يسميه خبراء الذكاء العاطفي بالحافز، ليس ذلك الذي يناله الفرد ليقوم بأداء عمله بشكل أفضل سواء كان زيادة في الراتب أو غيره من أدوات التحفيز، إنما هو الذي يقوم الذكي عاطفيًا به ليكون فردًا فعالًا في المجتمع، يضيف إليه قيمة إيجابية باستمرار.
ربما أخبرونا بالعد من واحد لعشرة عند التعرض لموقف عصيب، ولكن لا يمكننا اعتبار ذلك حلًا دائما لإدارة المشاكل، كما لا يعد حلًا فعالًا لحالات العصبية المفرطة، أو الاكتئاب على سبيل المثال، التحكم في العصبية أو المشاعر المحبطة من أصعب المهام على الإنسان، ولذلك نجد أنه يحاول أن يجد لها مخرجًا سريعًا، وهو ما يختلف بين البشر، منهم من يتخلص منه في أن يصرخ بصوت عال، ومنهم من يقوم بممارسة الرياضة ليتخلص منه، ومنهم من يتخلص منه على هيئة إيذاء شخص آخر إما جسديًا أو معنويًا، تختلف الطرق إلا أن السبب واحد، وهو عدم التحكم الجيد في العصبية أو المشاعر السلبية.
لم يتأخر الوقت بعد، فإن تغافلته وسائل التربية والتعليم في سن مبكر، فلن تتغافله أنت بعدما سمعت عنه، ابدأ مع نفسك قبل تعليم الآخرين، وحاول أن تصمت وتستمتع لنفسك أكثر من التعبير عنها بشكل خاطىء، ربما يتطلب منك الأمر مزيدًا من البحث والقراءة، وربما سيتطلب منك النزول وممارسة الرياضة لترويض الجسد ومن ثم ترويض المشاعر، ومن الممكن أن يتطلب منك إعادة التفكير من جديد في كل ما تشعر به سواء من مشاعر إيجابية أو سلبية، ولكن بمجرد البدء بالخطوات الأولية، من الممكن أن تتغير حياتك للأفضل، وأن تبدأ في حماية نفسك من المشاعر المنافقة أو السلبية، وأن تتجنب كثيرًا من المواقف الفاشلة، أو المحبطة، ومنها تبدأ في مزيد من التحكم في مشاعرك نفسها، فربما لا يعتبر الذكاء العاطفي العامل الأساسي للنجاح، إلا أنه بدون شك من أهمها.


كاتب الموضوع

مدونة نفيد ونستفيد

0 تعليق على موضوع : إدارة المشاعر والذكاء العاطفي

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    الموقع فلسطيني بامتياز

    التسميات

    للتواصل والاستفسار

    مركز الخليج قبل المغادرة نتمنى ان نكون عند حسن الظن

    هدف المدونة

    العمل بقدر من الأمانة في توصيل مجموعة وسلسلة من الأبحاث والتقارير العلمية بكافة التخصصات المعدة مسبقا للعمل بالوصول بجيل الكتروني راقي ولنرتقي بالتواصل الايجابي والعمل على كسب الثقة من واقع المعلومة
    تحياتي لكم أخوكم محمود وادي

    المتواجدون الان

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نفيد ونستفيد التعليمية

    2019