فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) هو فيتامين من مجموعة السيكوسترويد القابلة للذوبان في الدهون. يعتبر فيتامين(د)
في البشر فريد من نوعه لأنه يمكن تناوله على أنه كوليكالسيفيرول (فيتامين د3) أو إركوكالسيفـرول (فيتامين د2) ولأن الجسم يمكن أيضاً أن يصنعها (من الكوليسترول) عند التعرض
الكافي لأشعة الشمس (ومن هنا لقب بـ"فيتامين أشعة الشمس").
على
الرغم من أن فيتامين (د) يسمى فيتاميناً، إلا أنه ليس بالفيتامين
الغذائي الأساسي بالمعنى الدقيق، حيث أنه يمكن تصنيعه بكميات
كافية من أشعة الشمس عند جميع الثدييات. فهو يعتبر مركباً كيميائياً عضوياً (أو مجموعة
من المركبات ذات الصلة) ويسمى فيتامين من الناحية العلمية فقط عند عدم استطاعة
توليفها بكميات كافية من قبل الكائن
حي،
وبهذه الحالة يجب الحصول عليها من النظام الغذائي. وكما هو الحال مع المركبات
الأخرى تسمى بالفيتامينات، فإن فيتامين(د) تم اكتشافه في المحاولة للحصول على مادة
غذائية كانت غائبة عن الأمراض كالكساح (أحد أشكال تلين العظام في مرحلة الطفولة)[1]. بالإضافة إلى ذلك كغيره من الفيتامينات، في
العالم الحديث يتم إضافة فيتامين (د) إلى المواد الغذائية الأساسية، كالحليب،
لتجنب الأمراض الناتجة عن نقصه.
تعكس
قياسات مستويات الدم التكوين الذاتي جراء التعرض لأشعة
الشمس وكذلك تناول الغذاء، ويعتقد أن هذا التكوين قد
يساعد في الحفاظ على تركيزات كافية للمصل. تشير الدلائل إلى أن تكوين فيتامين (د)
من التعرض لأشعة الشمس يعمل في حلقة التغذية المرتدة التي تمنع التسمم، لكن بسبب
عدم اليقين بشأن خطر الإصابة بالسرطان من أشعة الشمس، لم تصدر أية توصيات من معهد الطب في الولايات المتحدة الأمريكية لمقدار التعرض للشمس اللازم لتلبية الاحتياجات
من فيتامين د. وبناء على ذلك فإن المرجع للكميات الغذائية لفيتامين(د) يفترض أنه
لا يحدث تكوين والفيتامين الموجود بالشخص يكون من النظام الغذائي، على الرغم من
ندرة حدوثه في الواقع العملي.
تاريخه
:
- عام
1913 اكتشف الباحثان الأمريكيان إلمر ماكولوم [الإنجليزية] وديفيس مارغريت [الإنجليزية] مادة في زيت كبد سمك القد سميت في ما بعد
بـ"فيتامين أ". وقد لاحظ الطبيب البريطاني إدوارد ميلانبي أن الكلاب التي
تم تغذيتها بزيت كبد القد لم يتطور الكساح لديها وأستخلص من ذلك إلى أن
(فيتامين أ) أو عامل مرتبط يساعد في الوقاية من المرض.
- في
عام 1921، أجرى إلمر ماكولوم اختبارا لزيت كبد القد ولكن معدل حيث أزال منه
(فيتامين أ). وقد عالج الزيت المعدل الكلاب المريضة، وأستنتج ماكولوم أن عامل
في زيت كبد سمك القد مختلف عن (فيتامين أ) هو المسؤول عن الشفاء من الكساح،
وقد سماه بـ فيتامين (د) لأنه
كان الفيتامين الرابع الذي أطلق عليه اسماً.[2][3][4] ولم يكن معروفا
أنه يختلف عن الفيتامينات الأخرى حيث يمكن تصنيعه في جسم الإنسان عن طريق
التعرض للأشعة الفوق البنفسجية. وقد ثبت ذلك في عام 1923 عندما تم إشعاع
المركب 7-ديهيدروكوليستيرول مع الضوء، ونتج
عنه شكل من أشكال الفيتامينات التي تذوب في الدهون (تعرف الآن باسم د3).
وبين ألفريد فابيان هيس [الإنجليزية] أن "الضوء
يساوي فيتامين د".[5]
- في
عام 1928 نال أدولف فينداوس من جامعة غوتنغن في ألمانيا على جائزة نوبل في الكيمياء نظراً لأبحاثه في
علاقة الستيرولات بالفيتامينات.[6]
- في
عام 1929 عمل فريق من المعهد الوطني للبحوث الطبية في هامبستيد، لندن على التركيبة
الهيكلية لفيتامين (د)، الذي كان وقتها لا يزال مجهولا، وكذلك تركيبة
الستيرويدات. عقد اجتماع بين كل من جون هالدين، جون ديزموند برنال ودوروثي هودجكن لمناقشة التركيب
الهيكلي المحتمل لجزيئات ستيرول، وقد بينت مبحث تصوير البلورات بالأشعة
السينية أن جزيئات الستيرول كانت
مسطحة، ليست كما اقترحه أدولف فينداوس.
- في
عام 1932 نشر كل من أوتو روزنهايم وهارولد كينج ورقة تطرح تركيبة
الستيرول وحموض المرارة حيث وجدت قبول سريعا.[7] كان تفكك الأفكار
بين أعضاء الفريق (بورديلون، روزنهايم، كينج وكينيث كالو [الإنجليزية]) مثمر للغاية وأدى
إلى عزل ووصف الفيتامين د.[8] لم تكن سياسة مجلس البحوث الطبية البريطاني في هذا
الوقت لبراءات الاكتشافات، بل كان يجب أن تكون نتائج البحوث الطبية مفتوحة
للجميع. وفي الثلاثينات وضح "فينداوس" التركيب الكيميائي لفيتامين
د بشكل أوضح.[9]
- في
عام 1923، وضح عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي هاري ستينبوك [الإنجليزية] في جامعة ويسكونسن-مادسون أن الأشعاع
بواسطة الفوق بنفسجية أدى إلى زيادة محتوى فيتامين د للأطعمة والمواد العضوية
الأخرى.[10] اكتشف ستينبوك
بعد أن عرض أغذية فئران التجارب على هذه الاشعة، انها قد شفيت هذه الفئران من
الكساح. وقد عرف أن نقص فيتامين D هو
سبب الكساح، سجلت براءة اختراع ستينبوك باستخدام 300 دولار من ماله الخاص.
وقد تم استخدام أسلوبه في تشعيع المواد الغذائية. بعد انتهاء براءة اختراعه
في عام 1945، كان الكساح قد أثر على الجميع ولكن تم القضاء عليه في الولايات
المتحدة.[11]
الآثار الصحية
آثار
مكملات فيتامين(د) غير مؤكدة على الصحة.[12] يبين تقرير معهد الطب في الولايات المتحدة الأمريكية ما يلي:
"النتائج المتعلقة بالسرطان، أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومتلازمة الأيض، الأداء البدني، المناعة واضطرابات المناعة الذاتية، والالتهابات، أداء الفيزيولوجيا العصبية، ومقدمات الارتعاج قد لا تكون مرتبطة بشكل صحيح مع تناول
الكالسيوم أو فيتامين د وغالبا ما تكون متعارضة."[13]:5 يدعي بعض الباحثين أن معهد الطب كان حاسما جدا
في توصياته وقد ارتكب أخطاء حسابية عند قياس مستوى فيتامين(د) في الدم المرتبط
بصحة العظام.[14] وقد حافظ أعضاء فريق معهد الطب على أستخدام
"إجراءات قياسية للتوصيات الغذائية" ويستند التقرير بقوة على البيانات.
الأبحاث لا تزال مستمرة عن مكملات فيتامين د، بما فيها التجارب السريرية الواسعة
النطاق.[14]
الوفيات
توجد
علاقة بين انخفاض مستويات فيتامين-د في الدم وزيادة معدل الوفيات[15]، يبدو أن إعطاء المكملات المدعمة بفيتامين-د3 لكبار السن من النساء في الرعاية قلل من خطر
الموت[16]. ولم تثبت فعالية كل من فيتامين-د2[16]، الفاكالسيدول، والكالسيتريول. ومع ذلك، فإن زيادة أو نقصان
فيتامين-د قد تسبب أداء غير طبيعي وشيخوخة مبكرة[17][18][19]. فكانت العلاقة بين مستوى الكالسيديول في الدم ومعدل الوفيات
على شكل حرف
U [13]، يعتبر ضرر نقص فيتامين-د عند ذوي البشرة
السوداء أكثر من ذوي البشرة البيضاء[13]:435.
صحة العظام
يتسبب
نقص فيتامين د بلين العظام (يسمى الكساح عندما يحدث في الأطفال). وأكثر من ذلك، فقد
ارتبط السقوط وانخفاض كثافة المعادن في العظام مع انخفاض مستويات فيتامين د في الدم.[20]
الأدلة
على الآثار الصحية لمكملات فيتامين(D)
على صحة القلب
والأوعية الدموية ضعيفة.[21][22][23] قد تقلل الجرعات المتوسطة إلى العالية من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.[21][24]
التصلب المتعدد (اللويحي
يرتبط
انخفاض مستوى فيتامين(D)
مع التصلب
المتعدد أو اللويحي. وقد يكون لمكملات فيتامين(D) تأثير وقائي لهذا المرض ولكن هناك شكوك وأسئلة
لم يرد عليها.[25][26][27] الأسباب التي يعتقد أن نقص فيتامين(D) يكون أحد عوامل الخطر لمرض التصلب المتعدد هي:
- يزداد
مرض التصلب المتعدد كلما ابتعدنا عن خط الإستواء،
التي تقل فيها مدة وكثافة الأشعة فوق البنفسجية المستمدة من أشعة الشمس
وبالتالي تقل تركيزات فيتامين(D).
- انتشار
مرض التصلب العصبي المتعدد هو أقل مما كان متوقعا في السكان المتواجدون في
مناطق خطوط العرض العالية (القريبة من القطبين الشمالي أو الجنوبي) بسبب
الاستهلاك العالي للأسماك الدهنية الغنية بفيتامين(D).
- يقل
خطر مرض التصلب المتعدد مع الهجرة من خطوط العرض العالية إلى المنخفضة.[25]
بدأت
تجربة سريرية في عام 2011 برعاية شاريتيه (برلين)، ألمانيا تهدف
لدراسة فعالية، سلامة وسماحية فيتامين(D3)
في علاج التصلب
المتعدد.[28][29]
السرطان
يرتبط
نقص فيتامين
(D) مع
بعض أنواع السرطانات ومع النتائج السيئة في بعض السرطانات، ولكن
يبدو أن تناول مكملات لا يساعد الذين يعانون من سرطان البروستاتا.[30] حاليا تعتبر الأدلة غير كافية لتدعم المكملات
في هذه الأنواع من السرطانات.[30] ونتائج التأثير الوقائي أو الضارة لمكملات
فيتامين(D)
في الأنواع الأخرى
من السرطان غير حاسمة.[12][31]
تأخير الشيخوخة
أجرت كلية كنج (لندن) البريطانية دراسة على أكثر من 2,000 امرأة،
فظهرت النتيجة أن اللاتي لديهن مستويات أعلى من فيتامين(D) تأخرت لديهن الشيخوخة بسبب التغيرات في حمضهن النووي (DNA). إن المادة الوراثية داخل كل خلية لديها
"ساعة" داخلية، يبدأ العد التنازلي فيها كلما استنسخت الخلية نفسها.
الطريقة الوحيدة لدراسة تقدم الشيخوخة على المستوى الخلوي هي قصر التيلوميرات في الحمض النووي. وقد وجد فريق من كلية كنج أنه
عندما تتأثر أنسجة الجسم من الالتهابات الكثيرة فإن خلايا الدم البيضاء تميل لمعدلات تقلب أسرع وبالتالي أسرع في تقصير
التيلوميرات. جرى البحث في ما مجموعه 2160 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 79 وأخذ
عينة من مستويات فيتامين(D)
في دمائهم،
وقارنوا أطوال التيلوميرات في خلايا الدم البيضاء. ووجد الباحثون بعد ضبط النتائج
لعمر المتطوعين، أن النساء اللاتي لديهن مستويات فيتامين(D) أعلى كان لديهن تيلوميرات أطول في الخلايا،
والعكس بالعكس.
قال البروفيسور برنت ريتشاردز، الذي قاد هذه الدراسة: "أن هذه النتائج
مثيرة لأنها تثبت للمرة الأولى أن الناس الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين(D) يكون التقدم بالعمر لديهم أكثر بطء من الناس
الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين(D)، وهذا يمكن أن
يساعد على تفسير كيفية أن فيتامين(D)
له تأثير وقائي
على أمراض كثيرة متصلة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والسرطان."[32]
الربو
قال
باحثون بريطانيون إن مقدار تعرض مرضى الربو لأشعة الشمس قد يكون له تأثير على المرض. وقال
الفريق الطبي بجامعة كينج إن انخفاض مستويات فيتامين (د)، الذي يكونه الجسم عند
التعرض للشمس، يرتبط بتفاقم أعراض هذا المرض. وتظهر أحدث الأبحاث التي أجراها
الفريق الطبي أن فيتامين (د) يهدئ جزءا بجهاز المناعة يزداد نشاطه لدى مرضى الربو.
إلا أن علاج مرضى الربو عن طريق فيتامين (د) لم يخضع للاختبارات بعد. وقد يجد
المصابون بمرض الربو صعوبة في التنفس عندما تصاب الممرات الهوائية في الجهاز
التنفسي لديهم بالالتهاب، التورم، والضيق. ويتم علاج
أغلب المرضى عن طريق أدوية بمنشطات الستيرويد، لكنها ليست فعالة في جميع الحالات.
وتقول كاثرين هاوريلويز الأستاذة الجامعية وعضو فريق البحث :
"نحن نعرف أن من لديهم مستويات عالية من فيتامين (د) أكثر قدرة على السيطرة
على مرض الربو، وهذه العلاقة لافتة للنظر جدا". ودرس الباحثون تأثير فيتامين
(د) على مادة كيميائية في الجسم، وهي مادة إنترلوكين-17 ، التي تمثل جزءا حيويا من جهاز
المناعة الذي يساعد في محاربة العدوى. ولكن يمكن لهذا
الجزء أن يتسبب في حدوث مشكلات عند ارتفاع مستوياته بدرجة كبيرة في الجسم، كما أن
له علاقة كبيرة بمرض الربو. وفي الدراسة المنشورة بدورية "الحساسية والمناعة
السريرية" في بريطانيا، وجد الباحثون أن فيتامين (د) له قدرة على خفض
مستويات هذه المادة في الجسم عندما أضيف لعينات الدم التي أخذت من 28 مريضا.
ويجري
الفريق حاليا اختبارات سريرية لمعرفة ما إذا كان تزويد المرضى بفيتامين (د) قد
يخفف من أعراض مرض الربو لديهم، كما يفحص الفريق المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج
باستخدام عقاقير الستيرويد، الذين يفرزون مادة انترلوكين-17 أكثر بسبع
مرات من المرضى الآخرين. وقالت الباحثة هاوري لويز "نعتقد أن العلاج باستخدام
فيتامين (د) قد يجعل المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج بعقاقير الستيرويد يستجيبون
لهذا العلاج، أو يسمح للمرضى الذين يمكنهم السيطرة على المرض أن يستخدموا جرعات
أقل من الستيرويد". وأضافت أن ثقافة الاحتجاب عن الشمس واستخدام الدهانات المضادة للشمس ربما زادت من
معدلات الربو، ولكن "هذه رسالة حذرة، لأن التعرض كثيرا جدا للشمس أمر ضار
أيضا."
وتقول
مليكة رحمن من مؤسسة الربو البريطانية الخيرية "بالنسبة لغالبية الأشخاص
المصابين بمرض الربو، تعد العقاقير المتاحة حاليا طريقة فعالة للتعامل مع المرض،
لكننا نعلم أنها ليست فعالة في جميع الحالات، وهو ما يجعل إجراء أبحاث للتوصل لطرق
جديدة للعلاج أمرا مهما". وتضيف "ونعلم أيضا أن الكثير من الأشخاص الذين
يعانون من مرض الربو لديهم مخاوف بشأن الأعراض الجانبية للعقاقير، وبالتالي إذا
أمكن لفيتامين (د) أن يخفض من جرعات هذه العقاقير، فسيكون لهذا تأثير كبير على
طبيعة حياة هؤلاء الأشخاص. كما أننا نتطلع إلى التعرف على نتائج الاختبارات
السريرية".[33]
هرمون التستوستيرون
تعتبر
المسالك في الجهاز التناسلي الذكري أحد الأنسجة المستهدفة لفيتامين(D)، وتبين إلى وجود
علاقة بين مركب
(25(OH)D) مع
مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، فكلما زاد مستوى فيتامين(D) زاد مستوى هرمون التستوستيرون.
أخرى
يبدو
أن لفيتامين
(D) آثار
على وظيفة المناعة.[34] كما أنه من المفترض أن له دور بالإصابة
بالأنفلونزا مع نقص مركبات فيتامين
(D) خلال
فصل الشتاء، وهذا يفسر ارتفاع معدلات حالات العدوى بالأنفلونزا خلال فصل الشتاء.[35] يبدو أن تدني مستويات فيتامين(D) تعتبر أحد العوامل الخطرة لمرض السل،[36] وقديما كانت تستخدم كعلاج،[37] واعتبارا من عام 2011 جرت ابحاث في التجارب
السريرية التي تسيطر عليها.[37] قد يلعب فيتامين(D) أيضا دورا في فيروس العوز المناعي البشري.[38] بالرغم من وجود بيانات مبدئية تربط انخفاض
مستويات فيتامين(D)
بمرض الربو [39] ألا أن هناك أدلة غير حاسمة تدعم التأثير
المفيد للمكملات. ولكن لم يتم حاليا التوصية للمكملات لعلاج أو الوقاية من الربو.[40] وكذلك لا توضح البيانات الأولية دور المكملات
في تعزيز نمو الشعر البشري.[41]
النقص
يسبب
النظام الغذائي الذي يفتقر فيتامين(د) إلى تلين العظام (الكساح عند الأطفال). ويعتبران نادرين في العالم
المتقدم.[42][43] عدم التعرض للشمس قد يسبب نقص الكالسيديول (25
هيدروكسي فيتامين د) في الدم.[44] وهذا النقص يسبب ضعف في تمعدن العظام ويؤدي إلى
مرض تليين العظام [45] وهما بالتفصيل :
- الرخد (الكساح):
هذا المرض نتيجة إعاقة وتشوه في
نمو العظام الطويلة،
وقد يكون بسبب نقص الكالسيوم أو الفسفور بالإضافة
إلى نقص فيتامين(D)؛ يكثر هذا المرض حاليا في البلدان ذات الدخل المنخفض مث أفريقيا،آسيا أو الشرق الأوسط،[46] وعند الذين لديهم
اضطرابات وراثية مثل كساح نقص شبيه فيتامين(د).[47] تم وصف الكساح
لأول مرة في عام 1640بواسطة فرانسيس جليسون الذي قال انه ظهر
لاول مرة قبل حوالي 30 عاما في مقاطعات دورست وسومرست.[48] في عام 1857،
استنتج جون سنو ان الكساح سينشر
على نطاق واسع في بريطانيا بسبب غش الخبازين بخلط الخبز مع الشب.[49] خلال الفترة
1918-1920 بين إدوارد ميلانبي دور النظام
الغذائي في تطور الكساح.[50][51][52] يوجد كساح سوء
التغذية في البلدان ذات أشعة الشمس الكثيفة على مدار السنة مثل نيجيريا وبالإمكان
حدوثه حتى بدون نقص فيتامين(د).[53][54] على الرغم من
الكساح ولين العظام هي نادرة الآن في بريطانيا، إلا أن هناك تفشي في بعض
المجتمعات المهاجرة الذين يعانون من لين العظام وشملت النساء اللاتي تعرضن
لضوء النهار لكن بالملابس الغربية.[55] البشرة الداكنة
وتقليل أوقات التعرض لأشعة الشمس لا ينتج عنه الكساح إذا كان النظام الغذائي
يتميز بكميات عالية من اللحوم، والأسماك والبيض وكميات قليلة من الحبوب عالية الاستخراج.
وتكمن عوامل الخطر الغذائية للكساح بالامتناع عن الأطعمة الحيوانية.[56][57][58] يبقى نقص فيتامين(D) هو السبب الرئيسي
للكساح بين الأطفال في معظم البلدان، ويمكن السبب قلة فيتامين(D) في حليب الأم
وكذلك العادات الاجتماعية والظروف المناخية التي تمنع التعرض الكافي للأشعة
الفوق بنفسجية. في البلدان المشمسة مثل نيجيريا، جنوب أفريقيا، وبنغلاديش،
يحدث هذا المرض بين كبار السن والأطفال، والسبب يعود إلى انخفاض كميات
الكلسيوم في غذائهم الذي يتميز بالحبوب الأساسية فقط مع محدودية فرص الحصول
على منتجات الألبان.[58] كان الكساح في
السابق مشكلة صحية عامة رئيسية بين سكان الولايات المتحدة؛
في دنفر،
كولورادو حيث
الأشعة فوق البنفسجية فيها تقريبا 20% أقوى مما هي عليه عند مستوى سطح البحر
على نفس خط العرض،[59] في أواخر
العشرينات كان ما يقرب من ثلثين من أصل 500 طفل مصاب بكساح خفيف.[60][61] في القرن العشرين
ساهمت الزيادة في نسبة البروتين الحيواني في الغذائي الأميركي إلى جانب زيادة
استهلاك الحليب [62][63] المدعم بكمية من
فيتامين(D) مع
الانخفاض الشديد في حالات الكساح.[64]
- تلين العظام: هو
مرض ترقق في العظام يحدث للبالغين فقط، يتصف بضعف العضلات القريبة وهشاشة
العظام. يساهم آثار هذا المرض في آلام مزمنة في العضلات
والعظام،[65][66] ولا يوجد أي دليل
مقنع بانخفاض مستوى فيتامين(D) في
من يعانون من الألم المزمن.[67]
يقول
المدير العام للبحوث والتنموية وكبير المستشارين العلميين لوزارة الصحة في المملكة المتحدة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية أنه خلال فصل الشتاء ينبغي إعطاء مكملات
فيتامين(D)
للأطفال الذين
تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى خمس سنوات. ولا ينصح بأخذ هذه المكملات للناس
الذين يحصلون على ما يكفي من فيتامين(D)
من خلال وجباتهم
الغذائية ومن أشعة الشمس.[68]
تظهر
بعض البحوث أن الناس ذوي البشرة الداكنة الذين يعيشون في المناخ المعتدل لديهم
مستويات متدنية من فيتامين(د).[69][70][70] والمستنتج من ذلك أن الناس ذوي البشرة الداكنة
هم أقل كفاءة في تصنيع فيتامين(D)
لأن الميلانين في الجلد يعوق توليف فيتامين(D)، ولكن دراسة
حديثة تقول أن نقص فيتامين(D)
في أوساط الأفارقة
قد يكون راجعا إلى أسباب أخرى.[71] الأدلة الحديثة تقول أن هرمون الغدة الدرقية هو السبب في النتائج السلبية للقلب والأوعية
الدموية، وأن النساء السود لديهن زيادة في هرمون الغدة الدرقية عند أدنى مستوى
للمركب 25(OH)D مقارنة بالنساء البيض.[72] وجدت دراسة واسعة النطاق للمحددات الوراثية
لقصور فيتامين(D)
في القوقازيين ليس
له علاقة بالتصبغ.[73][74]
من
ناحية أخرى، فإن حدوث انخفاض موحد للمركب 25(OH)D عند الهنود الذين يعيشون في الهند [75] والصينيين في الصين،[76] لا تدعم الفرضية القائلة بأن انخفاض المستويات
المشاهدة عند المصطبغ الأكثر بسبب عدم وجود توليف من الشمس عند خطوط العرض العليا؛
حث صاحب الدراسة المهاجرين ذوي البشرة الداكنة بأخذ مكملات فيتامين(D) مع ذلك، يقول: "لا أرى أي خطر، أو جانب
سلبي، هناك فقط فائدة محتملة"[77][78].
أكد
الباحثون من معهد صحة الطفل في جامعة لندن بإنجلترا أن نقص فيتامين د في الجسم قد
يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (المصدر)
التناول
المستمر عند البالغين الأصحاء لأكثر من 1250 ميكروغرام في اليوم أي ما يعادل
(50,000 وحدة
دولية) يمكن أن ينتج عنه تسمم واضح بعد عدة شهور؛[79] أولئك الذين لديهم حالات طبية معينة مثل فرط الدريقات[80] هم أكثر حساسية لفيتامين(D) وتطور فرط كالسيوم الدم استجابة لأية زيادة فيتامين(د) في الغذاء، في
حين أن فرط كالسيوم الدم عند الأمهات خلال فترة الحمل قد يزيد حساسية الجنين بسبب
تأثيرات فيتامين(D)
ويؤدي إلى متلازمة
التخلف العقلي وتشوهات الوجه.[80][81] يجب على النساء الحوامل أو المرضعات استشارة
الطبيب قبل تناول مكملات فيتامين(د). بالنسبة للرضع (حتى 12 شهرا) ضبط الحد الأعلى
المسموح (الكمية القصوى التي يمكن تحملها دون ضرر) في 25 ميكروغرام/يوم (1000 وحدة
دولية). تسبب ألف ميكروجرام (40,000 وحدة دولية) في اليوم الواحد عند الرضع سمية
في غضون شهر واحد. في 30 نوفمبر 2010 زاد معهد الطب الحد الأعلى المسموح به بعد ما كلف من قبل
الحكومتين الكندية والأمريكية وذلك كما يلي :
- 2500
وحدة دولية/يوم للأعمار ما بين سنة
و 3 سنوات.
- 3000
وحدة دولية/يوم للأعمار ما بين 4 و
8 سنوات.
- 4000
وحدة دولية/يوم للأعمار ما بين 9
وأكبرمن 71 سنة (بما في ذلك النساء الحوامل أو المرضعات).[82]
تسبب
الجرعة الزائدة من فيتامين(D)
فرط كالسيوم الدم،
وأهم أعراضها : فقدان الشهية، غثيان، يمكن أن يحدث قيء كثيرا ما يعقبه بوال، عطاش، الضعف، الأرق، عصبية، حكة، وفي نهاية المطاف فشل
كلوي. وقد يتطور إلى بيلة بروتينية، أسطوانة بولية [الإنجليزية]، آزوتيمية، وتكلس نقيلي [الإنجليزية] (وخصوصا في الكلى).[79] يتم التعامل مع سمية فيتامين(D) بإيقاف مكملات الفيتامين وتقييد كمية
الكالسيوم. عندها قد يكون الفشل الكلوي لا رجعة فيه. التعرض الطويل لأشعة الشمس لا
يسبب عادة تسمم.[80] التعرض للأشعة الفوق بنفسجية لذوي البشرة
الفاتحة في غضون 20 دقيقة (3-6 مرات أطول للبشرة المصطبغة) تصل عندهم تركيزات
فيتامين(D)
للسلائف المنتجة
في الجلد إلى التوازن، وأي زيادة من فيتامين(D) يتم إنتاجه يتحلل.
نشرت
حالات تسمم تنطوي على فرط كالسيوم الدم التي كانت فيها جرعات فيتامين(د)
و25-هيدروكسي فيتامين(د) في اليوم الواحد أعلى من 40,000 وحدة دولية (1000
ميكروغرام).
0 تعليق على موضوع : بحث جاهز بعنوان فيتامين d
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات