-->
نفيد ونستفيد التعليمية نفيد ونستفيد التعليمية
مركز الخليج
ملاحظة : كل ما يطرح بمدونة نفيد ونستفيد التعليمية هو ملك للجميع وليس محتكر لأحد
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بحث جاهز عن التعليم فترة الانتداب البريطاني





مقدمة
اتصف التعليم في فترة الانتداب البريطاني في فلسطين بالقصور من نواح عدة: سواء من ناحية مراحله أو من ناحية المبالغ المخصصة له، أو من ناحية المناهج المتبعة، أو من ناحية عدد المدارس والطلاب.
فمن ناحية مراحل التعليم، حالت الدولة المنتدبة دون استكمال العرب هذه المراحل، فلم يشمل التعليم أيام الانتداب أولى مراحله وهي رياض الأطفال، كما لم يشمل ذروة مراحله وهي مرحلة التعليم الجامعي. فبالنسبة إلى رياض الأطفال؛ لم يكن في البلاد سوى صفوف ألحقت ببعض المدارس الابتدائية للبنات ثم ألغي هذا الأمر بحجة عدم توفر الأموال اللازمة له.
وأما بالنسبة إلى التعليم العالي، فكان في البلاد سنتان فوق التعليم الثانوي ضمتا أعداداً ضئيلة من الطلاب لا تسمن ولا تغني من جوع؛ فلم يكن عدد خريجي الكليات العربية ودور المعلمات كافياً لمواجهة حاجات المدارس أو لسد الفراغ الناتج عن والوفاة أو الاستقالة أو الإحالة على التقاعد أو الزواج.
 وكانت إدارة المعارف تضطر إلى تعيين معلمين ومعلمات غير مؤهلين للتعليم. ثم إن البلاد كانت تفتقر إلى دور متعددة ومتخصصة للمعلمين، كما كانت تفتقر إلى المدارس الزراعية والصناعية التي أقيمت صفوفها الأولى في طولكرم وحيفا ويافا. ثم إن الحكومة المنتدبة لم تعمل على تيسير التعليم الثانوي في مدارس القرى؛ إذ كانت تطلب من أهالي القرية أن يتعهدوا خطياً بالقيام بجميع النفقات المطلوبة للصفوف الثانوية قبل إنشائها.
وأما من ناحية الأموال المخصصة للتعليم، فقد كانت ضئيلة وتافهة. فميزانية دائرة المعارف لم تكن تتجاوز 5% من الميزانية العامة، وهي تقل كثيراً عما هو مألوف وطبيعي. فالعراق مثلاً كان يخصص في أوائل عهد الاستقلال 10% من موازنته العامة للتعليم.
ومما هو جدير بالذكر في هذا المجال؛ أن الأهالي العرب كانوا ينفقون على المدارس الحكومية سنوياً نحواً من 150.000 جنيه، بينما نجد أن المبالغ المخصصة في ميزانية الحكومة لعام 1933/1934 قد بلغت حوالي 180.000 جنيه، أي بما لا يزيد عن 30.000 جنيه مما تبرع به الأهلي العرب لمدارسهم الحكومية.

أما مناهج التعليم؛ فقد شابها عيوب كثيرة؛ إذ كان واضعو أول منهج للتعليم في مطلع أيام الانتداب، من المعلمين الغرباء الذين نزلوا مصر واستخدمهم البريطانيون عيوناً لهم تحت إدارة بعض الإنكليز، الذين كانوا يعملون في وزارة المعارف المصرية.
 وحين دخل الجيش البريطاني فلسطين، أدخل معه أولئك الأشخاص، ومكافأة لهم؛ عينوا في إدارة الأقضية وإدارة المعارف؛ فكان منهم المستشارون لحكام المناطق والمفتشون بإدارة المعارف.
وقد تلخص منهج التعليم في المدرسة الابتدائية -وأعلى صفوفها الرابع الابتدائي- بدراسة القرآن الكريم والدين واللغة العربية قراءة وكتابة، والحساب والجغرافيا والتاريخ. وأما مواد التاريخ فكانت تتركز على تاريخ اليهود في البلاد وعلى التاريخ اليهودي للقدس، وعلى أنها كانت عاصمتهم التي زينوها بالقصور والمعابد. وكانت مواد الجغرافيا تبرز المستعمرات اليهودية وتوحي بأن فلسطين قطر مستقل ومنعزل عن البلاد العربية الأخرى. ولقد امتنع معلمو المدارس عن اقتناء هذه الكتب التي ألّفها الغرباء وعن تدريسها.
وأمام هذه النقمة، عمدت حكومة الانتداب إلى امتصاص جزء منها؛ فعينت المرحوم جورج أنطونيوس -وهو عربي- مساعداً لمدير المعارف، كما حدّت من هيمنة مفتشي المعارف الغرباء، وعينت لكل فرع من فروع الدراسة مفتشين اختصاصيين، وأبعدت عن الاستعمال الكتب التي ألفها واضعو المنهج القديم، وأقرت بدلاً عنها ما وضعه المختصون من أبناء البلاد. ومع ذلك فإن منهاجَي التاريخ والجغرافيا بقيا مقصرين عما هو مطلوب؛ فلم يعنيا عناية كافية بدارسة التاريخ الوطني الفلسطيني والتاريخ العربي، كما كان ينقصهما توضيح الروابط الجغرافية والقومية التي تجعل البلاد العربية وحدة طبيعية وقومية. ولكن الوعي العربي الذي يحمله المعلمون وغيرهم من المشتغلين بالتعليم كان كفيلاً بسد هذه الثغرات في مناهج تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا.

وأشد ما يُظهر قصور الانتداب البريطاني في التعليم؛ هو قلة عدد المدارس وعدد الطلاب المقبولين فيها؛ فلقد بلغ عدد الطلاب العرب في العام الدراسي 1945-1946 في جميع المدارس الرسمية وغير الرسمية 123.775 طالباً فقط،  بينهم 81.042 طالباً في المدارس الرسمية.  وأما عدد الأولاد العرب الذين كانوا في سن التعليم عام 1946، بمن فيهم أولاد قبائل البدو، فقد قدر بين 316.917 و 317.917 فتى وفتاة.
 
وهكذا يتضح أن حوالي 40% من الفتيان الفلسطينيين كانوا محرومين من نعمة التعليم. وأكثر ما يظهر هذا القصور في مدارس القرى، فقد كان في البلاد في أواخر عهد الانتداب 732 قرية فضلاً عن مضارب البدو، ولا سيما في منطقة بئر السبع. وقد بلغ عدد مدارس الصبيان في القرى عام 1945-1946 الدراسي 377 مدرسة وعدد مدارس البنات 55 مدرسة، أي أن قرى البلاد كانت بحاجة إلى أكثر من 55 مدرسة للبنين و677 مدرسة للبنات ليعم التعليم في الأرياف الفلسطينية.
التعليم الفلسطيني في عهد الانتداب
كان نظام التعليم العربي يتألف من مرحلتين:ابتدائية ومدتها سبع سنوات ويقبل في صفها الأول الابتدائي الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين السادسة والسابعة، ومرحلة ثانوية مدتها أربع سنوات.
بلغ عدد المدارس الرسمية الابتدائية الكاملة التي تتألف من سبع سنوات دراسية في العام الدراسي 1945-1946، 125 مدرسة ضمت 2.503 طلاب في الصف السابع الابتدائي، وكان في البلاد عام 1946-1947 أربع مدارس ذات صفوف ثانوية كاملة، ثم بلغت 12 مدرسة في عام 1947-1948، كما كان هناك نحو ثماني مدارس ثانوية للصبيان والبنات لم تكتمل فيها سنوات الدراسة الثانوية.
وكانت اللغة العربية قاعدة لتدريس جميع المراحل التعليمية بعد أن كانت التركية في العهد العثماني.

قصور التعليم الرسمي وإقبال السكان على التعليم 
ليس أدل على رغبة الفلسطينيين في التعلم، وتقصير الحكومة بواجباتها من حيث رصد المخصصات الكافية وغيرها، مما قالته اللجان الرسمية المختلفة؛ فلقد جاء في تقرير اللجنة الملكية الذي قدمته إلى البرلمان البريطاني في صيف عام 1937 ما يلي:
"من أشد دواعي الأسف أن لا يكون في مقدور نظام الحكومة بعد مرور سبع عشرة سنه على حكم الانتداب أن يسد إلا نصف حاجة العرب إلى التعليم. فإن نحواً من خمسين في المئة من طلبات الالتحاق بالمدارس في السنين الأخيرة في المناطق التي توجد فيها مدارس، رفضت بسبب قلة المعلمين وعدم وجود أماكن للتلامذة. هذا فضلاً عن عدم سد الحاجة للتعليم بالمرة في المناطق التي لم تنشأ فيها حتى الآن بنايات للمدارس على مسافة قريبة نوعاً ما من بعضها البعض. ومن بين الأولاد الذين هم في سن التعليم، و قدِر عددهم بما يقرب من 260.700 ولد يتعلم في مدارس الحكومة الآن، 42.700 فقط. و قدر شهود العرب أن نحواً من 85% من الفلاحين لا يزالون أميين.
 وما جعل هذا الأمر أشد إيلاماً، أن قسماً كبيراً من القرى العربية يرغب في التبرع بالمال لإنشاء المدارس في القرى إذا قامت الحكومة بنصيبها من ذلك". كما جاء في تقرير لجنة التحقيق الإنكليزية –الأمريكية التي عّينتها حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة في عام 1946 ما يلي:
"يتبين لنا أن أقل من نصف عدد الأطفال العرب الذين يودّون أن ينتسبوا إلى المدارس يستطيعون أن يجدوا بغيتهم في يومنا هذا. وفي مدينة حيفا الفتية أخبرنا المجلس البلدي أن نصف عدد الصبية من العرب والأغلبية من فتياتهم لا يتلّقون أي تعليم أبداً. والوضع في أغلب مقاطعات الريف أكثر سوءاً، ولاسيما بالنسبة إلى الفتيات، ففتاة واحدة فقط بين ثماني تحصل على التعليم الآن بين الطبقات الفقيرة لا في المدن فحسب بل في كل قرية عربية تقريباً.فبعض القرى التي زارتها اللجنة عملت في الواقع إما على بناء مدارس خاصة باشتراكات اختيارية صرفة قام بها الفلاحون أو المساهمة من تلقاء نفسها في تكاليف تلك المدارس على قياس واسع".
وكلما طالب الناس بزيادة أموال التعليم في الموازنة الرسمية كانت الحكومة تجيبهم بأن معظم أموال الموازنة تنفق على استتباب الأمن. ورحم الله سليم الآغا رئيس بلدية خان يونس الذي قال لأحد كبار رجال الإدارة الإنكليزية: "إسمع يا هذا ! أعطونا أمناً سياسياً وخذوا منا أمناً عاماً".
ومما خاطب به المرحوم الدكتور خليل طوطح، أعضاء اللجنة الملكية البريطانية قوله:
"
إنه من الظاهر للعيان أن حكومة الانتداب ليست مهتمة بمعارف العرب كما تبين ذلك من المبلغ الضئيل المخجل الذي ينفق في سبيل المعارف إذا قوبل مثلاً بالعراق العربي الذي أنفق على معارفه في سنة 1933-1934 10% من مجموع ميزانيته"
ويقدر مدير المعارف العام أن نسبة الذين تمتنع المدارس عن قبولهم تبلغ 40% من عدد طالبي دخولها. ومما تجدر الإشارة إلية أن هناك أولاداً آخرين يتشوقون إلى التعليم، ولكنهم لم يتقدموا بطلباتهم لاعتقادهم بأن الفرصة لن تسمح لهم بذلك، أو لعدم وجود مدرسة في قريتهم.
وكانت تأتي إلى مكتب رئيس مفتشي معارف اللواء الجنوبي في أول كل سنة مدرسية فئات كثيرة من صبيان القرى النائية والقريبة طالبة التعليم؛ الأمر الذي كان يضطره إلى الذهاب إلى قراهم للنظر في أمر تلبية رغباتهم مع شيوخهم وسادتهم، الذين كانوا يتعهدون فوراً بتقديم ما يلزم لتعليم أولادهم من راتب المعلم والأثاث اللازم وغيره؛ فتفتح المدرسة أو الصف حالاً إما تحت شجرة في الهواء الطلق، أو تحت الخيام أو في خصّ من أخصاص القصب أو في المسجد، إلى أن يتم البناء الجديد.
إن الأرقام التالية تدل على إصرار الحكومة المنتدبة على تجهيل العرب، وعلى إهمالها تعليم العرب حتى نهاية الانتداب، رغم تنديد اللجان الرسمية المختلفة:
1- بلغت النسبة المئوية لأولاد العرب الذين هم في سن التعليم –وقد حرموا منه –في1/7/1944 حوالي 67.5%، بينما كانت هذه النسبة تقارب الصفر لدى اليهود الذين كانوا مستقلين استقلالاً تاماً في تعليم أولادهم.
2- قدر عدد  الذين هم في سن التعليم (من سن 5 إلى 15) في القرى والمدن العربية بـ303.961 (من الإناث والذكور)، ويضاف إلى هذا العدد أبناء القبائل العربية في بئر السبع الذين يراوح عددهم بين 13.000 و 14.000 من الذكور والإناث.
3- بلغت نسبة عدد الطلاب العرب (من سن 5 إلى 15) في جميع مدن وقرى فلسطين في عام 1943 إلى من هم في سن التعليم (من 5 إلى 15) 45% للبنين و19% للبنات، بينما بلغت هذه النسبة 100%لليهود. ولا يدخل في هذا الإحصاء قضاء بئر السبع البدوي البالغ عدد سكانه عام 1946 حوالي 92.000 بدوي.
وتجدر الإشارة -في هذا المجال- إلى أن أهالي قرية يبنا -وهي أكبر وأغنى قرية في قضاء الرملة- طلبوا إنشاء صف ثانوي في مدرستهم في أواخر سني الانتداب، فلم توافق إدارة المعارف العامة على إنشاء هذا الصف إلا بعد أن تعهد لها المسؤولون في القرية خطياً بدفع النفقات المترتبة على ذلك ونفقات سائر الصفوف الثانوية التي تقام في المدرسة بعد ذلك. وطبق هذا المبدأ على غيرها من القرى التي طلبت إقامة صفوف ثانوية في مدارسها.
وحتى لا يقتصر حديثنا على الصفحات المظلمة- وما أكثرها- حول التعليم في عهد الانتداب البريطاني في فلسطين، فإننا سنتحدث عن الصفحة المضيئة الوحيدة في هذا التاريخ، وهي تتعلق بالمدرسين والطلاب.
كان المدرسون يقبلون بكل ارتياح على العمل، سواء كانوا في مدينة أو في قرية أو في مضارب البدو في الصحراء أو في أخصاص الغور أو بين صخور الجبال أو فوق رمال الساحل، وعرف المعلم الفلسطيني بانصرافه إنصرافا كلياً إلى عمله المدرسي متحلياً بروح الاهتمام والعطف لما فيه خير طلابه وبلده ووطنه، هازئاً بالصعوبات التي تصادفه صابراً على المشقات التي تعترضه، ولاسيما ملاحقة السلطات المنتدبة وجيشها في كل مرة يحاول فيها بث الروح القومية بين الطلاب، ثم زجه في السجون فضلاً عن عقوبات النفي والتشريد.
اعتادت إدارة المعارف إقامة امتحانات للطلاب العرب واليهود الذين أكملوا دراستهم الثانوية في أواخر كل سنة مدرسية تعرف باسم امتحانات "المتريكيوليشن" التي تخوّل الناجحين فيها دخول الجامعات. والجدول الآتي يظهر تفوق الطلاب العرب على اليهود تفوقاً ظاهراً.
امتحان عام 1945
عدد الطلاب
الناجحون
%
الحاصلون على شهادة الدراسة الثانوية
%
مجموع الذين حصلوا على الشهادات
%
الطلبة العرب
215
129
60
56
26
185
86
الطلبة اليهود
140
42
30
45
32
87
62
المجموع
355
171

101

272

امتحان عام 1946:
الطلبة العرب
249
119
48
99
39
218
87
الطلبة اليهود
114
46
40
42
37
88
77
المجموع
363
165

141

306

المصدر: حكومة فلسطين، مديرية التعليم، التعليم في فلسطين، مسح عام 1936-1946.

والفرق بين شهادة المتريكيوليشن والشهادة الثانوية هو، أن الأولى شهادة رسمية مقبولة في كثير من جامعات العالم، وبخاصة الغربية كانجلترا وفرنسا والولايات المتحدة، كما هي مقبولة في جميع الجامعات العربية، وأما شهادة الدراسة الثانوية فهي تفيد بأن حاملها أتم دراسته الثانوية في مدرسة ثانوية.
وحاملو شهادة المتريكيوليشن ترحب بهم دوائر الحكومة جميعاً كما ترحب بهم المؤسسات والشركات والبنوك وغيرها أكثر من ترحيبها بحاملي شهادة الثانوية العامة.
ولما رأى العرب أن الحكومة المنتدبة تقصر تقصيراً فاضحاً في تلبية رغباتهم من العلم، وأن مدارسها تسد أبوابها في وجه قبول جميع من يريد الانتساب إليها، وأن نسبة الأموال المخصصة للمعارف لا تتجاوز 4.5% - 5% من ميزانية الحكومة- قامت البلديات والمؤسسات الوطنية والأفراد بالتبرع بمبالغ وفيرة؛ فمنهم من بنى مدارس تزيد في جمالها واتساعها وروعتها عن تصاميم إدارة المعارف، وعلى سبيل المثال نذكر:-
- بناية مدرسة بيت حنينا: بناية ضخمة أقامها عبد الحميد شومان عام 1946 في ظاهر قرية بيت حنينا على الطريق العام بين القدس ورام الله، وهي مؤلفة من طبقتين، وعدد غرفها 18 غرفة كبيرة، ولها أرض واسعة مساحتها 150 دونماً، وكلف ذلك نحو 70 ألف جنيه فلسطيني.
- جمع أهالي قضاء الخليل 44 ألف جنيه فلسطيني وأقاموا بناء ضخماً لمدرسة ثانوية داخلية في قرية دورا، وبوشر بالبناء في أيار/ مايو عام 1946م وتم على أكمل وجه.
- مدرسة حسن عرفة: وهي مدرسة بنيت على طراز حديث وأنشأها المرحوم حسن عرفة ببلدة يافا.
- ملجأ الرجاء: بناء جميل شيده المرحوم زهدي أبو الجبين من أغنياء يافا في أواخر الحكم البريطاني ليكون ملجأ للأيتام الذين استشهد آباؤهم في ميادين الجهاد، وهدمه الجيش البريطاني واستشهد في هذا الحادث ستة أشخاص كانوا يقومون على حراسته، وكان الملجأ قد أقيم بالقرب من قرية "صرفند العمار" في ظاهر الرملة.
- أقامت بلدية يافا سبع مدارس، واحدة للبنات والست الباقية للصبيان، وضمت مدرسة البنات 468 تلميذة يعلمهن 14 معلمة، وكان بينهن 21 طالبة في الصفين الأول والثاني الثانويين. وضمت مدارس البنين 1.524 طالباً يعلمهم 39 معلماً وكان من بينهم 54 طالباً في صفيها الثانويين الأول والثاني، (هذه الإحصاءات تعود إلى عام 1948). وكان المعلمون يتقاضون رواتبهم من البلدية على المستوى الذي يعين فيه أمثالهم في مدارس الحكومة، كما عينت البلدية مفتشاً لمدارسها تحت إشراف إدارة المعارف في اللواء.
- بلغ مجموع ما تبرع به القرويون من أموال تنفق على مدارس قراهم في المدة الواقعة بين نيسان/أبريل من عام 1941 إلى آخر آب/ أغسطس من عام 1945، مبلغ 325.120 جنيهاً فلسطينياً، أنفق منها 121.395 جنيهاً على المباني المدرسية.
- أنفق أهالي منطقة بئر السبع البالغ عددهم في عام 1946 نحو 92.000 نسمة على مدارسهم في ذلك العام أكثر من 8.000 جنيه، وبلغ عدد مدارسهم التي أنشأوها على نفقتهم 15 مدرسة يدرس فيها 16 معلماً.
ولم تقدم حكومة الانتداب إليهم أية مساعدة لإقامة هذه المدارس سوى التوجيهات والمساعدات الفنية والتربوية. وبلغ ما صرفه قرويو غزة البالغ عددهم نحو 86.000 نسمة في العام المدرسي 1946-1947 على مدارس قراهم نحو 28.000 جنيه. كما عين هؤلاء القرويون 82 معلماً على حسابهم ليعلموا في مدارس قراهم. وبلغ عدد المعلمين في قرى يافا في العام المذكور 272 معلماً ومعلمة، بينهم 109 معلمين على نفقة القرويين.
- وفي المدة الأخيرة كانت السلطات المحلية تنفق سنويا على التعليم ما بين 150.000 و 200.000 جنية فلسطيني، غير أن هذه النفقات لا تدخل طبعاً في موازنة المعارف الخاصة بالعرب

 
أهداف التربية والتعليم عند الفلسطينيين
1- إزالة الأميّة إزالة دائمة: قام أحد مفتشي معارف الألوية باختبار الأمية في قراه بعد مضي أحد عشر عاما ً على تأسيس التعليم في حكومة الانتداب فكانت النتيجة غير مشجعة، الأمر الذي دعا إدارة المعارف العامة إلى إجراء اختبار الأمية في فحص الذين تعلموا بعد الحرب العالمية الثانية وفي قرى الألوية المختلفة فكانت نسبة المقصرين والضعفاء في اللغة العربية تراوح بين 37 و47 %، وكانت نسبة المقصرين في الجنوب أعلى منها في الألوية الأخرى.
وظهر لإدارة المعارف بعد  هذه الاختبارات أن دراسة أربع سنوات أو خمس سنوات تكفي لإزالة الأمية دائمة، ولذلك كان من الضروري إحداث صف رابع في كل مدرسة قروية لإزالة أمية طلابها. فالعمل على تحرير النشء الحديث من الأمية يرفع مستوى ثقافته العامة، ويقيه من سلطان الخرافات، كما يساعد على اكتشاف الموهوبين.
ولما كانت ظروف مجتمعاتنا القروية والبدوية تختلف عن المجتمعات المدنية، كان على إدارة المعارف أن تراعي هذه الظروف. فلا يمكن أن يكون منهج التعليم ومستوى المعلم في مدرسة قرية نائية أو بدوية مثله مثل منهج التعليم ومستوى المعلم في  المدن أو القرى الأخرى.ولما طلب إلى إدارة المعارف أن تترك ذلك الأمر لمفتشي الألوية قبلت بعد عناء.

2- 
بث الروح القومية العربية في الطلاب: جاء في تقرير اللجنة الملكية:
"إن نظام التعليم العربي بأجمعه لا يقل من حيث صبغته العربية المحضة عن صفة نظام التعليم اليهودي المصطبغ بالصبغة اليهودية، ويكرس المنهج كله تقريباً في الدورين الابتدائي والثانوي للأدب والتاريخ والتقاليد العربية. وجميع معلمي المدارس، من أقل معلمي القرى شأناً إلى مدير الكلية العربية، هم عرب... فالنظام الحاضر يخلق من الطلاب ناشئة متحمسة للوطنية العربية كل التحمس. وليس من المنتظر، أن يكون في وسع المعلمين العرب في فلسطين أن يخمدوا عطفهم على قضيتهم القومية إخماداً تاماً وإن كانوا من موظفي الحكومة. والأمور التي لها مغزاها أن جميع المدارس العربية أقفلت أبوابها في العام المنصرم خلال الإضراب وإن كان الموقف الذي وقفه الآباء في ذلك يجب أن يحسب حسابه، وأن طلبة الكلية العربية التي هي حجر الزاوية في هذا النظام لم يمنعهم أساتذتهم من كسر نوافذ مدرسة مختلطة في القدس استمرت في أعمالها، وأن جميع المعلمين والموظفين العرب من الدرجة العليا في دائرة المعارف وقعوا على المذكرة المؤرخة في 30 حزيران/يونيو 1936، وأن معلمين اثنين اعتقلا في صرفند... يتحتم علينا مواجهة الحقيقة التالية وهي أن بضعة آلاف من الشبان العرب يخرجون كل سنة من نظام مدرسي لابد من أن يغذي الغيرة الوطنية".
كما ذكر تقرير اللجنة الملكية:
"إن المدارس أصبحت معاهد للوطنية العربية وأن معظم المعلمين أصبحوا وطنيين متحمسين، وأنه في اضطرابات العام المنصرم [1936] خصوصاً لم يجر شيء من الأعمال المدرسية في مدارس الحكومة. وصرح أمامنا الدكتور طوطح أنه من المستحيل ضبط الوطنية التي عليها هؤلاء الأولاد، واليوم الثاني من تشرين الثاني وهو يوم وعد بلفور ننتظر نحن المعلمين أن يكون دائماً يوم إضراب".
وفي هذا الشأن قالت لجنة المجلس الأمريكي في كتابها عن التربية في الشرق الأوسط:
"
وقد كان بعض الغرض من نشأتهما [ كلية النجاح وروضة المعارف ] على الأقل توفير فرص تعليمية غير التي في مدارس الإرساليات الأجنبية فضلاً عن الرغبة في إيجاد مستوى عال من التربية لتنشئة زعماء المستقبل وبث روح الوطنية وإثارة الأماني القومية فيهم...[وهما] تعنيان على الأخص بدراسة آداب العرب وتاريخهم".  

3-
التربية الأخلاقية: كانت جهود المدارس تنصب على خلق الرجل الوطني الصالح المؤمن بربه البار بوطنه الذي يعمل لخير المجموع ويتحلى بالاستعداد للتضحية حتى بالحياة في هذا السبيل.إلا أن قوى الشر تغلبت عليه فكان ما كان من النكبات التي حلت به.
وكان للمعلمين الفضل الأكبر في التربية اِلأخلاقية والوطنية هذه. فكانوا يبثون روح الوطنية والنضال في صفوف طلابهم، كما شارك كثير منهم في الحركة الوطنية وعمليات الجهاد.ونذكر منهم على سبيل المثال السيد أبو شرخ وكان معلم مدرسة المغار من أعمال غزة، الذي قاد طلابه مع أهل المغار والقرى القريبة في هجوم على مستعمرة "بيار تعبيه" فدمّروها. وعبد الرحيم محمود الأستاذ في كلية النجاح بنابلس والذي التحق بثورة عام 1938 وخاض معارك عنيفة في جبال نابلس والجليل.وفي إحدى المعارك مع العدو في تموز/يوليو 1948 وقع عبد الرحيم جريحاً ثم توفي متأثراً بجراحة ودفن في الناصرة.
ومنهم أيضاً محمود نعناعة المدرس في مدرسة قرية صفورية من أعمال الناصرة، وكان له دور فعال في الحركة الوطنية وتوجيه الثورة عام 1938. وسامي الأنصاري الأستاذ في الكلية الرشيدية الذي قام زميلة بهجت أبو غربية  بمهاجمة أحد الضباط الإنكليز فأصابه بجرحين بالغين واستشهد الأنصاري.وعبد الله الخطيب مدير التعليم في منطقة بئر السبع الذي شارك في حروبها الأخيرة ووقع أسيراً في يد الأعداء. وجواد شحيبر وكان مدرساً في مدارس يافا، وتبرع بكل ما يملك (أربعة آلاف جنيه) لحركة النضال الوطني في بئر السبع لشراء الأسلحة والعتاد.
ولم تكن المعلمات بعيدات عن المشاركة في العمل الوطني، فكانت الكثيرات منهن يتركن مدارسهن في أوقات الفراغ ويداومن في المستشفيات للمشاركة في خدمة الجرحى والمرضى من المجاهدين، ويقدمن إلى المستشفيات خدمات كبرى في هذا الخصوص.     

الفروع الداخلية (المنازل) لطلاب القرى
لما كان كثيرون من طلاب القرى الذين عرفوا بالذكاء والتفوق يرغبون في الانتقال إلى مدارس أرقى من مدارسهم، أو كان آباؤهم يرغبون في أن يتم أولادهم تعليمهم الابتدائي والثانوي في المدن، فقد أنشأت إدارة المعارف منازل للطلاب عام 1936 في مدن طولكرم وجنين واللد، ثم أضيفت إليها منازل نصف رسمية أنشئت على التوالي في البيرة والخليل عام 1940، وفي المجدل وقلقيلية والفالوجة عام 1941، وفي دورا عام 1942، وفي صفد عام 1944، وأخيراً أنشئت منازل في نابلس عام 1945، وفي غزة عام 1946. وفي هذه المنازل نصف الرسمية يكون الطلاب تحت إشراف مديري مدارسهم ويتحملون نفقات سكنهم ومأكلهم وشرابهم وغير ذلك. وقدر عدد الطلاب الذين يقيمون في الفروع الداخلية (المنازل السابق ذكرها) في عام 1946 بنحو 500 طالب.
وكانت أنشئت فروع داخلية أخرى (منازل) في الكلية العربية وكلية دار المعلمات بالقدس ودار المعلمات القروية برام الله ومدرسة خضوري الزراعية ومدرسة حيفا الصناعية ومدرسة بئر السبع التي كان في منزلها 100 طالب بدوي داخلي عام 1946.

المكتبات في المدارس القروية
كان الاهتمام عظيماً بإنشاء مكتبات في مدارس القرى تتناسب محتوياتها مع مستوى المدرسة. وبلغ عدد الكتب عام 1946 في 158 مدرسة قروية نحو 34.310 كتاباً يستفيد منها المعلمون وطلاب المدرسة القدماء والحاليون وأهل القرى.
وفي إحدى زيارات لمصطفى الدباغ إلى القرى النائية في قضاء غزة وبئر السبع وجد المزارعين فيها يمسك الواحد منهم بيده المحراث وبيده الثانية كتاباً يقرأ فيه. فكان واحدهم يقرأ القرآن الكريم وآخر رحلة السندباد البحري وثالث يطالع في كتاب قلب الطفل (وهو كتاب علمي ترجمه إلى العربية عز الدين التنوخي)، وقد استعاروا هذه الكتب من مكتبة مدرستهم.
ومن رجال الإدارة الذين ساعدوا مساعدة فعالة في بناء المدارس وترميمها وحث الفلاحين على استمرار أولادهم في تلقي العلم بمدارسهم  نذكر عبد الرزاق قليبو،ونعيم عبد الهادي، وعارف العارف، وبطرس ناصر، وبديع بشروئي، ووديع عيساوي.
ومن رجال التعليم في فلسطين نذكر: خليل السكاكيني، خليل طوطح، قسطندي قنازع، إسعاف النشاشيبي، حبيب الخوري، أحمد سامح الخالدي، جبرائيل كاتول، مصطفى مراد الدباغ، عفيف عطعوط، أحمد خليفة، عارف البديري، بشير الريس، علي السرطاوي، رفيق التميمي، أحمد طوقان، حسن عرفات، اسحق موسى الحسيني، جورج خميس، علي رؤوف، برهان كمال، أولغا وهبة، جميل محمود علي، ليديا شاهين حاطوم، وأحمد القاسم.

 
دور المعلمين والمدارس المهنية
1- الكلية العربية: كانت تعرف باسم دار المعلمين، وتأسست عام 1918  في العام الدراسي 1918-1919، كانت الكلية تضم 23 طالباً جميعهم من العرب باستثناء يهودي واحد. ثم عرفت فيما بعد باسم الكلية العربية. وكانت بادئ أمرها تعمل في أبنية مستأجرة في حي باب الساهرة، ثم نقلت إلى بناية فخمة بنيت خصيصاً لها في جنوب بيت المقدس على جبل المكبر بالقرب من دار الحكومة التي كانت مكتب المندوب السامي ومقرة. وتبدأ الدراسة فيها في السنة الثالثة الثانوية وكانت داخلية يدفع طلابها 24 جنيهاً فلسطينياً مقابل دراستهم فيها ويعفى المتفوقون والفقراء من ذلك. وفي العام الدراسي 1934-1935 كانت الكلية تضم 100 طالب عربي، وهو على ما نعلم، أقصى عدد وصل إليه طلابها. وفي عام 1945-1946 بلغ عدد طلابها 88 طالباً.
وفي عام 1939 تقرر تأسيس صفين إضافيين هما الخامس والسادس يدخلهما الطالب بعد الحصول على شهادة الدراسة الثانوية "المتريكيوليشن". وكان على جميع طلبة الكلية دراسة فن التربية من الناحيتين النظرية والعلمية لإعدادهم للتدريس في المدارس الابتدائية والسنوات الأولى من المدارس الثانوية. وبلغ عدد طلاب هذين الصفين في العام الدراسي 1942-1943، 27 طالباً، 15 منهم في الصف السادس و12 في الصف الخامس.
وقبل رحيل المندوب السامي من البلاد في  أيار/مايو 1948 وضع دار الحكومة والكلية العربية بتصرف جمعية الصليب الأحمر.

2-
كلية دار المعلمات: تأسست في القدس عام 1919 في بنايات مستأجرة غير مناسبة وظلت فيها إلى نهاية الانتداب،والقسط السنوي لدار المعلمات 24 جنيهاً فلسطينياً مثلها في ذلك مثل الكلية العربية، وفيها 4 سنوات ثانوية وسنة لإعداد المدرسات للتدريس في المدارس الابتدائية.
وكان فيها 23 طالبة عام 1920، وفي عام 1924-1925 ضمت 54 طالبة، ثم زاد العدد إلى 104 طالبات في العام الدراسي 1945-1946، منهن 15 طالبة في السنة الأخيرة.  وكان منهن 70 في القسم الداخلي والباقي خارجية، وكانت دار المعلمات –شأنها في ذلك شأن مدارس البنات- تعلم التدبير المنزلي وأشغال الإبرة والخياطة. وكانت مجهزة بما يلزم من أدوات الطبخ والخياطة وغيرها، وأما مديرة الدار- وهي إنكليزية- فكانت في الوقت نفسه مفتشة مدارس البنات في البلاد.
وفي عام 1946 بلغ عدد من تقدم منها إلى امتحان المتريكيوليشن 20 طالبة، نجحت 9 منهن وحصلت 10 على شهادة المدرسة الثانوية. وفي العام المذكور بلغ عدد الخريجات في الصف الخامس الثانوي 19 خريجة.
وبلغ عدد خريجات كلية دار المعلمات منذ تأسيسها حتى عام 1945-1946 أكثر من 300 خريجة يشكلن معظم معلمات مدارس البنات في المدن.

3-
دار المعلمات القروية: تأسست هذه المدرسة في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1935 في مدينة رام الله، وكانت تعد طالباتها للتدريس في مدارس البنات الريفية وتقدم لهن التعليم والمسكن والطعام بالمجان. وكانت في الأصل تشمل سنتين دراسيتين بعد مرحلة التعليم الابتدائي، فكان يقبل فيها من أتممن دراستهن الابتدائية. ورؤي في عام 1945-1946 أن تكون الدراسة فيها أربع سنوات. وبلغ عدد طالباتها في ذلك العام الدراسي 34 طالبة. وبلغ معدل الخريجات من هذا المعهد في كل سنة نحواً من 12 خريجة.
وكانت لغة التدريس في هذه المعاهد الثلاثة هي اللغة العربية. وهناك دور معلمات غير حكومية نذكر منها كلية البنات في القدس التابعة للبعثة الأنغليكانية، وكان عدد خريجاتها في عام 1945-1946 تسع معلمات، وكلية شميدت للبنات في القدس التابعة لبعثة الألمان الكاثوليكية، وبلغ عدد خريجاتها عام 1946 عشر معلمات.

4-
مدرسة حيفا الصناعية: أقامت إدارة المعارف هذه المدرسة التي تم إنشاؤها عام 1937 على مساحة من الأرض تسمح لها بتوسيع مبانيها، وزودت تزويداً حسناً بالمعدات والأدوات المطلوبة. ولم تمض سوى فترة قليلة حتى وضع الجيش البريطاني يده عليها من عام 1937 إلى عام 1945. وفي هذه المدة أعيد فتحها في بناية مستأجرة في مطلع عام 1939. وكانت تقبل الطلاب الذين أتموا دراستهم الابتدائية بتفوق، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات. وطلابها داخليون يدفع الواحد منهم 12 جنيهاً مقابل تعليمه وإقامته في القسم الداخلي. وبلغ عدد طلابها في العام الدراسي 1945-1946 تسعة وستين طالباً. ويشمل منهاجها الصناعي تعليم الحدادة والنجارة والخراطة وتصليح الأدوات الكهربائية وإصلاح السيارات وغيرها.  
ونذكر بهذه المناسبة أن إدارة المعارف اهتمت اهتماماً كبيراً بالأعمال اليدوية في المدارس وخصصت لها ساعات خاصة في برنامج التدريس تعلم فيها النجارة أو تجليد الكتب أو الحياكة أو شغل الخيزران أو القصب أو غير ذلك. وكان للتدريب الصناعي مراقب عام إنكليزي.
ولم تقم هذه المدرسة مع الأسف بواجبها حق القيام بسبب الاحتلال العسكري الذي خرب الكثير من معداتها. وكان مديرها عربياً.

5-
مدرسة خضوري الزراعية: أنشئت هذه المدرسة في طولكرم بأموال تبرع بها إيلي خضوري وهو ثري يهودي بريطاني عاش في هونغ كونغ. وفي كانون الثاني/يناير من عام 1931 بوشر بالتدريس فيها، وكان يقبل فيها الطلاب الذين أتموا دراسة الصف الثاني الثانوي، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوا ت. وكان طلابها داخليين يدفع الواحد منهم 12 جنيهاً فلسطينياً في السنة للتعليم والإقامة في القسم الداخلي. والمدرسة تتسع لستين طالباً. واستولت السلطة العسكرية البريطانية عليها أثناء الثورة العربية (1936-1939) وإبان الحرب العالمية الثانية.وبقي بعض أجزاء مزرعتها تحت السلطة المذكورة إلى عام 1946. ولهذه المدرسة أرض مساحتها 150 فداناً. وفي عام 1948  اغتصب اليهود من هذه المساحة خمسين فداناً تقع إلى الغرب من خط السكة الحديد.
واهتمت إدارة المعارف اهتماماً كبيراً بالتعليم الزراعي؛ فكانت الدروس الزراعية تدرس في الثالث الابتدائي إلى نهاية الصف الثاني الثانوي في قرى البلاد والمدن التي يحيط بها الريف الفلسطيني. وكان القرويون كرماء جداً بتقديم الأرض اللازمة للتعليم الزراعي. وشمل هذا التعليم زراعة الحبوب والفاكهة، وتربية النحل والدجاج وتفقيس البيض وتربية المواشي وصناعة الألبان. وكان الطلاب ومعلمو الزراعة هم الذين يقومون بالأعمال الزراعية في مدرستهم. وبلغ هذا النوع من المدارس في العام المدرسي 1936، 209 مدارس لها أرض زراعية مساحتها 480 فداناً. وفي حزيران/يونيو 1946 بلغ عدد المدارس التي تدرس الزراعة 248 مدرسة لها مساحة قدرها 525 فداناً.
وكان معلمو الزراعة في بادئ الأمر يرسلون عشرين معلماً كل سنة إلى مدرسة خضوري للتدرب سنة واحدة. ثم عدل هذا المشروع بآخر هو أن يؤخذ كل سنة عدد من خريجي مدرسة الزراعة ويدربوا سنة على أصول التعليم في مدرسة الزراعة نفسها. وبلغ عدد خريجي هذا الصف عام 1946 أحد عشر معلماً زراعياً.
ورجال التعليم الريفي الذين كان لجهادهم في رفع مستوى مدارسهم وقراهم الزراعي والاجتماعي والثقافي كثيرون نذكر منهم على سبيل المثال: عبد الخالق يغمور، وعبد الغفار كاتبة، وعفيف الحسن، وعبد الفتاح درويش، وراشد الزغبي، والسيد أبو شرخ، ومصطفى الطاهر، وعبد الله الخطيب مدير التعليم في قضاء بئر السبع، وسعيد شاكر الشوا.
وكان للتعليم الزراعي مراقب عام عربي وأربعة مساعدين، جميعهم من خريجي كليات الزراعة في الغرب. وكان في الوسط العربي مدرستان زراعيتان في كل من بيت جمال للرهبانية الساليزية، ودير اللطرون، ضمتا على التوالي 31 و15 طالباً في العام الدراسي 1942-1943.

 
الأنشطة والبعثات العلمية
1- النشاط الرياضي: ابتدأت إقامة الحفلات في عام 1932، وأخذت تزداد بعد ذلك، فأصبح يحتفل بها في مختلف الأقضية في نهاية كل سنة دراسية، وتعرض فيها مختلف التمارين الرياضية ومسابقات الـ1500 متر والـ100 متر وغيرها، وتوزع الجوائز المختلفة على الفائزين، وكان الجمهور يتلهف لمشاهدتها. وكان هناك مراقب إنكليزي للرياضة البدنية، ثم تسلم أمرها من بعده عربي.

2-
البعثات العلمية: بلغ عدد من أرسلتهم إدارة المعارف إلى الجامعات البريطانية لإكمال تخصصهم العالي عام 1946 عشرة طلاب. وكانت إدارة المعارف ترسل مثل هذه البعثات الضئيلة العدد على نفقتها إلى جامعات مصر وإنكلترا وبيروت لقاء تعهد المبعوثين بالتعليم في مدارس الحكومة عدداً معيناً من السنوات بعد تخرجهم. وفي آخر سنة من سني الانتداب كان في جامعات إنكلترا المختلفة عشرة طلاب.
 .


كاتب الموضوع

مدونة نفيد ونستفيد

0 تعليق على موضوع : بحث جاهز عن التعليم فترة الانتداب البريطاني

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    الموقع فلسطيني بامتياز

    التسميات

    للتواصل والاستفسار

    مركز الخليج قبل المغادرة نتمنى ان نكون عند حسن الظن

    هدف المدونة

    العمل بقدر من الأمانة في توصيل مجموعة وسلسلة من الأبحاث والتقارير العلمية بكافة التخصصات المعدة مسبقا للعمل بالوصول بجيل الكتروني راقي ولنرتقي بالتواصل الايجابي والعمل على كسب الثقة من واقع المعلومة
    تحياتي لكم أخوكم محمود وادي

    المتواجدون الان

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نفيد ونستفيد التعليمية

    2019