-->
نفيد ونستفيد التعليمية نفيد ونستفيد التعليمية
مركز الخليج
ملاحظة : كل ما يطرح بمدونة نفيد ونستفيد التعليمية هو ملك للجميع وليس محتكر لأحد
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بحث جاهز بعنوان : المدرسة البنائية







1 - المدرسة البنائية :
يعد " تتشنر " أبا البنائية في صورتها الكاملة ، وتعد سيكلوجية " تتشنر " استمراراً لسيكلوجية " فونت " .
أستقل علم النفس عن الفلسفة على يد العالم " فونت " الذي يعتبر مؤسس المدرسة البنائية ، والذي أهتم بدراسة الوعي ( الشعور ) من وجهة نظر بنائية أو فيزيائية وتحليل الكل إلى أجزائه أو عناصره المختلفة ، وبالتالي فإن الوعي والتفكير والمعرفة هي مجموع هذه العناصر ولقد أستخدم فونت منهج " التأمل الباطني " لتحديد عناصر ومكونات الخبرة الشعورية .
وفي سنوات علم النفس الأولى في ألمانيا كان علم النفس البنائي هو علم النفس دون منازع وكان هدفه هو التحليل الإستبطاني للعقل الإنساني .
يعتبر " تكنر " من أهم تلاميذ " فونت " وقد حاول بأبحاثه نشر المدرسة البنائية في الولايات المتحدة إلا أنها انتهت مع وفاته ، ومن أهم أفكاره اعتقاده بضرورة ابتعاد علماء النفس عن دراسة ما بعد الظواهر الفيزيائية في علم النفس لتأثير ذلك على تكامل العلم .
وفسر " تكنر " عملية الفهم والتفكير من خلال نظريته في " تقرير المعنى " بأن معاني الأشياء تأتي من ارتباط الإحساسات بالمجال الذي تحدث فيه أو من خلال ترابطها بالإحساسات الأخرى السابقة.

أهمية المدرسة البنائية :
1 - أعطت علم النفس دفعة علمية قوية ، فأصبح نسقاً علمياً معترفاً به مستقلاً عن الفلسفة .
2 - قدمت المنهج الإستبطاني على أنه المنهج الوحيد في علم النفس وحللته تحليلاً دقيقاً .
3 - أبدت هذه المدرسة كثيراً من الجمود والتحفظ حيال المدارس الأخرى كالسلوكية والوظيفية .

ومن أهم علماء المدرسة البنائية ما يلي :
" فلهلم فونت – كارل ستمف – تتشنر – تكنر - بورنج – فرانر برنتانو – فرزبوج "

وإجمالاً فإن المدرسة البنائية حاولت الربط بين الاتجاه الوضعي والحسي في كل من بريطانيا وفرنسا بالاتجاه العقلي الألماني ، حيث ركزوا على المدركات الحسية مع اعترافهم بالعمليات العقلية ، إلا أن تفسيرهم للعمليات العقلية لم يكن موفقاً إذ اعتبروه مجموعة لهذه المدركات ( تفسير بنائي فيزيائي ) كما أن اعتمادهم على منهج التأمل الباطني ليس علمياً ، والمتأمل بتأثير الذاتية ، ونتيجة هذه العيوب فقد انتهت المدرسة البنائية بموت تكنر .

2- المدرسة الوظيفية :
يهتم علم النفس الوظيفي بدراسة العقل من حيث وظائفه أو من حيث إنه يستخدم في تكيف الكائن الحي مع البيئة ، وقد ركزت الحركة الوظيفية على سؤال رئيسي وهو : ماهي وظيفة العمليات العقلية ؟
وتعد المدرسة الوظيفية أول مدرسة أمريكية في علم النفس وكانت بمثابة رد فعل واحتجاج على المدرسة البنائية .
وبالرغم من أن الوظيفية قامت في مواجهة المدارس الأخرى كالبنائية خاصة ، إلا أن الوظيفية لم تكن رسمية وليس لها مسلمات معلنه يدافع عنها رجالات المدرسة ، ورغم اختلاف علماء المدرسة إلا أنهم اهتموا بدراسة وظائف الكائن الحي في البيئة إلى جانب اهتماماتهم بتطبيقات علم النفس في الميادين المختلفة .
وقد مهّد لظهور هذه المدرسة علماء من خارج علم النفس مثل " دارون " ، ولكن مؤسسها الحقيقي في بعض المراجع هو الأمريكي " أنجل " بينما أجمعت أغلب المراجع بأن " وليم جيمس " هو المؤسس الحقيقي للمدرسة الوظيفية والذي أكد على ضرورة استخدام منهج البحث العلمي .
وبالتالي نود تسليط الضوء على مؤسس هذه المدرسة :
** وليم جيمس ( 1842 – 1910 )
درس الطب ثم أتجه إلى علم النفس وأسس أول مختبر لعلم النفس في أمريكا عام 1875م وألف كتابه العظيم " مبادئ علم النفس " والذي عالج علم النفس على أنه علم طبيعي بيولوجي .
ويعد " وليم جيمس " أكبر شخصية في تاريخ علم النفس الأمريكي بلا منازع .
ولقد أشار " جيمس " إلى أن الإنسان كائن يحس ويشعر كما أنه يفكر ويعقل ، كما أنه رفض الفكر البنائي ويرى أنه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر شعورية تخضع لقوانين ميكانيكية .
ورفض الإطار الضيق الذي حددته المدرسة البنائية لعلم النفس ، وبالتالي فإن علم النفس هو دراسة الوظائف العقلية وأن الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وإنتقائية ، وأن العقل في نظره يتعامل مع المعطيات الواردة من البيئة ، كما يتعامل المثّال مع قطعة الحجر ، وبالتالي لا يمكن فصل الجسم عن العقل فهما وجهان لعملة واحدة .
ولقد صاغ جيمس نظريته الشهيرة في الانفعالات خالف فيها أسلوب التفكير في ذلك الوقت والذي يقول : " أننا عندما نقابل حيواناً متوحشاً فإننا نخاف ثم نجري ( أي انفعال الخوف يكون قبل فعل الجري ) ولكنه قال : العكس هو الذي يحدث ، إن فعل الجري هو الذي يحدث أولاً ويتبعه انفعال الخوف ، فالانفعال ليس في ذاته شيئاً إلا ما يحدث في الجهاز الجسمي من تغيرات .
وقد ظهر أثر وظيفة " وليم جيمس " في ظهور مدرستين في أمريكا هما " مدرسة شيكاغو " ومن روادها ديوي وجيمس أنجل ، و" مدرسة كولومبيا " ومن أهم روادها كاتل و ثوراندايك .

3 - مدرسة الجشتالت:
ظهرت هذه المدرسة في ألمانيا عام 1910م كحركةً احتجاجية على المدرسة البنائية ، وتعني علم نفس الشكل أو الصورة .
ويجمع مؤرخو علم النفس على أن بداية الجشطلت كانت على يد " فرتيمر " بدراسته التي أجراها عام 1910م عندما يركب القطار في إحدى رحلاته بدت له فكرة إجراء تجربة عن رؤية " حركة ظاهرة " لا تحدث فعلاً وذلك بتأثير تطلعه من نافذة القطار ورؤيته المناظر التي يمر عليها القطار ، وبعد عودته إلى مدينة فرانكفورت أقتنى جهازاً لقياس سرعة الدوران بدأ به مجموعة من التجارب البسيطة ، ثم قام بتجارب على جهاز العرض السريع بجامعة فرانكفورت وألتقى باثنين من العلماء الشباب هما ( كهلر – كوفكا ) وما لبث الثلاثة أن كونوا جماعة علمية هاجمت بضراوة علم النفس الفونتي .
ولقد تأثر رواد مدرسة الجشتالت إلى درجة كبيرة بالفلسفة التي كانت تؤكد أهمية العمليات العقلية وفاعليتها وخضوعها لقوانين موجودة مسبقاً .



















المبادئ الأساسية للجشتالت :
1- مبدأ التنظيم / حيث يرى " فرتيمر " أننا كما ندرك الحركة الظاهرة ندرك الأشياء في وحدات إدراكية وليس كمجموعة من الإحساسات الفردية ، وهناك قوانين يشملها مبدأ التنظيم وهي :
* التقارب : أن الأجزاء المتقاربة في الزمان والمكان تميل إلى أن تدرك بعضها مع بعض .
* التشابه : أن الأجزاء المتشابهة تميل إلى أن تدرك على شكل مجموعات .
* الإغلاق : هناك ميلاً في إدراكنا إلى إكمال الأشكال الناقصة وإلى سد الفجوات .
* التسوية : هناك ميلاً لإدراك الأشكال في صورة محسنة ، والشكل المحسّن يتسم بالانسجام والبساطة والثبات .

2 - مبدأ التعلّم / ومن أشهر دراساته هو دراسة " كهلر " عن تعلم القردة .
ومنذ البداية عارض أصحاب مدرسة الجشتالت مبدأ المحاولة والخطأ الذي صاغه ( ثوراندايك ) وكذلك عارضوا مبدأ المثير والاستجابة الذي قالت به السلوكية فيما بعد ، ويقدمون بديلاً عن هذين المبدأين مبدأ التعلم بالاستبصار .

3 - التفكير المنتج / وهو عنوان الكتاب الذي ألفه " فرتيمر " عام 1945م طبّق فيه مبادئ الجشتالت على التفكير المنتج أو الإبتكاري وقال فيه أن مثل هذا التفكير إنما يكون في إطار الكليات ، وليس على المتعلم أن ينظر للموقف التعليمي ككل بل أيضاً على المعلم أن يقدّم الموقف ككل .

4 - المماثلة / اتجهت الدراسات الجشتالتيه إلى دراسة مشكلة آليات ومكانزمات لحاء قشرة الدماغ التي تتم أثناء العملية الإدراكية ، وترى وجهة النظر الجشتالتية أن اللحاء يختلف عن الجهاز العصبي

ولقد تعرضت الجشتالت إلى عدة انتقادات منها :
* حاولت حل المشكلات العلمية التي أثارتها بمجرد تحويل هذه المشكلات إلى مسلمات علمية .
* اتسام بعض مفاهيمها بالغموض ( مبدأ التنظيم – مبدأ المماثلة )
* شغلت نفسها كثيراً بالتنظير دون البحث العلمي .
* نتائجها لا تخضع للتحليل الإحصائي أو الفحص التجريبي .

إن من أهم ما قدمه علماء الجشتالت أبحاثهم في مجال الإدراك وتحديدهم لقوانين المجال الإدراكي ( الشكل والخلفية – التشابه – الإغلاق – التقارب – الإقفال – الاستمرارية

)

جدول مقارنة بين المدارس الأولى

المدرسة البنائية المدرسة الوظيفية مدرسة الجشتالت
موضوع الدراسة محتويات الشعور الحسية وظائف العمليات العقلية الخبرة الذاتية الكلية للإنسان ، الإدراك الكلي وحل المشكلات بالاستبصار .
طرق البحث الاستبطان (التأمل) التحليلي الاستبطان غير الشكلي والطرق العلمية (الملاحظة والتجريب والقياس ....) الاستبطان غير الشكلي .
الطرق العلمية .
عينة الدراسة الإنسان المدرّب تدريباً جيداً على التأمل التحليلي الإنسان
الحيوان الإنسان
الحيوان
الهدف من الدراسة هدف نظري: اكتساب المعرفة هدف نظري: اكتساب المعرفة
هدف عملي: مساعدة الإنسان على التكيف والنمو السوي وعلى التعلم . هدف نظري: اكتساب المعرفة
هدف عملي: مساعدة الإنسان على التعلم .

مدرسة التحليل النفسي
على مدار حياتنا تعامل العلماء والبشرية جميعها مع ثلاث صدمات كبرى أضعفت شعورنا بأهميتنا الذاتية ، الأولى عندما قرر كوبرنيكوس أن الأرض ليست مركز الكون ولكنها مجرد كوكب يدور حول الشمس ، والثانية عندما ذكر دارون أن الإنسان ليس كائن فريد ولكنه تدرج عن أسلافه من الحيوانات والبرمائيات عبر ملايين السنين ، والثالثة عندما أوضح فرويد أننا لسنا أسياداً على أنفسنا ولكننا مدفوعين بالعديد من العمليات اللاشعورية كالرغبات والمخاوف والصراعات والذكريات التي لا نكون على وعي بها .
وتعد هذه النظريات بمثابة صدمة للإنسان لأنها تحد من قيمتنا ودورنا في الحياة ، ولذلك فقد واجهت انتقادات لاذعة ، فقد أجبر جاليليو على رفض آراء كوبرنيكوس عن المجموعة الشمسية وإلا تعرض للموت حرقاً ، ومات جون توماس حرقاً لأنه نادى بتدريس نظرية دارون في المدارس الثانوية بأمريكا ، بينما أصبحت البشرية ضحية لأفكار فرويد التي لاقت مقاومة عنيفة من علماء النفس وعلماء الدين على حدٍ سواء .
وبالتالي يعد اسم " فرويد " ومدرسة التحليل النفسي من أكثر الأسماء شيوعاً لدى عامة الناس ، رغم أن عدد كبير من مؤسسي علم النفس ليسو معروفين خارج دائرة علم النفس ومنهم " فونت – تتشنر – بافلوف " .
إن مدرسة التحليل النفسي سبقت العديد من المدارس العريقة مثل " السلوكية – الجشتالت " ورغم أنها عاصرت مدارس أخرى كـ" القصدية – البنائية – الوظيفية ) إلا أن اضمحلال هذه المدارس في علم النفس المعاصر أدى إلى تربع مدرسة التحليل النفسي على عرش علم النفس تربعاً قد لا تستحقه .
وقد اهتمت مدرسة التحليل النفسي بدراسة السلوك اللاسوي الذي تجاهلته المدارس الأخرى تقريباً ، وبالرغم من أن " فرويد " هو صاحب نظرية التحليل النفسي فإن بعض الفلاسفة والعلماء

السابقين عليه اهتموا بموضوعات تمثل قلب نظرية التحليل النفسي ، مثل موضوع اللاشعور وموضوع الاضطرابات النفسية .

سيجموند فرويد ( 1856 – 1939 )
ولد فرويد لأب يهودي يعمل في تجارة الخشب والصوف ، وعندما بلغ الرابعة من عمره أنتقل إلى " فينا " وأرتفع مستواها الاقتصادي من تحت المتوسط إلى فوق المتوسط ولكن فرويد ظل يضع المعاناة المادية والمعنوية التي عاشها في اعتباره .
وكان والده متحجراً ومتسلطاً حتى شعر " فرويد " بالخوف تجاه والده وبالحب أكثر تجاه أمه وهذا ما أسماه فيما بعد بـ" عقدة أوديب " ، التحق بالدراسة في جامعة فينا ، وكان ممتازاً خلال دراسته في الطب الذي لم يكن يرغبه بقدر رغبته في البحث العلمي ، وبعد تخرجه ألتحق بالمعمل السيكلوجي لأستاذه " إرنست بروك " وأنجز بعض الدراسات القيمة في التشريح الميكروسكوبي للجهاز العصبي .تزوج " فرويد " بعد أربع سنوات من الخطوبة بـ" مارتا بيرنز " التي أنجبت له ست أطفال ، ثلاث ذكور وثلاث إناث كانت أصغرهم ابنته " أنا " التي برزت في مجال التحليل النفسي للطفل وداعية وقائدة لحركة التحليل النفسي الفرويدي .
ولقد نشأت صداقه بين " فرويد " وبين " بروير " وهو طبيب عاش في فينا ، وقد استفاد " فرويد " من صداقته مع " بروير " على المستويين العلمي والشخصي ، وكانا يتشاركان في مناقشة الحالات المترددة في عيادة " بروير " ومن الحالات حالة " أنا " وهي شهيرة في التحليل النفسي ، وكانت " أنا " امرأة في الحادية والعشرون من العمر تتميز بالذكاء والجاذبية وكانت تعاني من أمراض هيستيرية حادة مثل الشلل وفقدان الذاكرة والغثيان واضطراب الرؤية واضطراب الكلام ، وقد وجد " بروير " أن " أنا " عند تنويمها تتذكر بعض الخبرات ذات العلاقة بالأعراض الهيستيرية التي تعاني منها ، ومن الأعراض التي عانت منها " أنا " أنها لا تستطيع شرب الماء رغم عطشها ، وعند تنويمها تذكرت

أنها شاهدت كلباً وهي تشرب من الماء فتقززت من منظره أثناء شربها للماء ، ولقد نقلت " أنا " مشاعر الحب تجاه أبيها إلى " بروير " الذي لاحظ ذلك وأوقف علاجها ، وما إن علمت " أنا " بوقف علاجها حتى عادت أعراضها الهيستيرية وأنهاها " بروير " أثناء التنويم المغناطيسي ثم ترك فينا وسافر مع زوجته .
ولقد استخدم " فرويد " التنويم المغناطيسي والتنفيس وذلك في التعامل مع مرضاه ، وتدريجياً أصبح أقل اقتناعاً به بالرغم من أن التنويم كان ناجحاً في إزالة الأعراض ولكنه لم يستطع أن يصل بالمريض إلى الشفاء التام ، ولهذا السبب ترك التنويم المغناطيسي جانباً وأهتم بأسلوب التنفيس وتوصل إلى أهم خطوة في تطور التحليل النفسي وهو " التداعي الحر " وفيه يجلس المريض مسترخياً على أريكة ويترك له المحلل التحدث بحرية وتلقائية والتعبير صراحةً عن أفكاره مهما كانت غريبة أو سخيفة ، وكان يهدف " فرويد " من ذلك استدعاء الذكريات والأفكار المكبوتة والتي يحتمل أن تكون سبب السلوك اللاسوي عند المريض ، ولاحظ أن ذكريات مرضاه تتناول الطفولة وبعض الذكريات المكبوتة التي تتعلق بالأمور الجنسية ، ومن ذلك أصبح " فرويد " متنبهاً إلى أهمية الأمور الجنسية في حياة مرضاه ، وقد لاحظ أن طريقة التداعي الحر تلقى صعوبات معينه إذ يصل المريض إلى نقطة لا يرغب أو لا يستطيع أن يواصل رواية قصة حياته .
وعلى هذا فهو يرى أن المقاومة تعني أن العلاج يسير بالشكل الصحيح ، وهذه الفكرة أدت إلى صياغة " فرويد " لمفهوم الكبت وهو نبذ الأفكار والذكريات المؤلمة وترحيلها من منطقة الشعور إلى مرحلة اللاشعور .

الغرائز : يرى أن الغرائز هي القوة البايلوجية للشخص وهي العوامل المحركة للشخصية ، والغريزة تعني الدافع الغريزي أو القوة الدافعة وهدفها تخفيف التوتر ، وهي مثل غريزة الجنس والطعام والشراب .

وأشار " فرويد " إلى مجموعتين أساسيتين من الغرائز هما :
الأولى غريزة الحياة : وتشمل الجنس والطعام والشراب ووظيفتها بقاء الفرد وحفظ النوع وأسمى هذه الطاقة بـ" لبيدو" والثانية غريزة الموت : وتتضمن الكراهية والانتحار .
أولاً / الغريزة الجنسية : يرى " فرويد " أن معناها واسع وغير عادي فهي تشمل كل ما يثير الشهوة الجنسية والخبرات السارة ، وبالإضافة للأعضاء التناسلية في الجسم فبالجسم العديد من المناطق القادرة على إحداث الإشباع الجنسي وتعرف باسم " المناطق الشبقية " ويعد سلوك حفظ الذات كالأكل والشرب متضمناً في الغريزة الجنسية لأن الفم يمثل أحد مناطق اللذة الجنسية الأساسية .
وللغريزة أربع خصائص أساسيات هي:
( مصدر الغريزة – قوة الغريزة - موضوع الغريزة - هدف الغريزة ).
فإذا اعتبرنا أن حالة الجوع حالة فطرية ومحددة وراثياً ( مصدر الغريزة ) ينشأ عنها توتر نفسي لأن الجسم في حاجة إلى غذاء مادي فزيقي فكلما زادت ( قوة الغريزة ) أو الدافع زاد التوتر ، ونظراً لهذا الظروف النفسية غير السارة فإن الفرد يبحث عن شيء ليأكله ( موضوع الغريزة ) وتحدث اللذة كلما أختزل وضعف دافع الجوع وعادت حالة الفرد الداخلية إلى هدوئها السابق ( هدف الغريزة ) وتتحقق أيضاً بعض الإشاعات الجنسية من مص ومضغ للطعام ، والحافز هنا نرجسي ولذلك فالغريزة التي تندرج تحت هذا السلوك هي غريزة جنسية .

ثانياً : غريزة العدوان / وهي غريزة الموت وبعكس غريزة الحياة ، فغريزة الموت معقدة ويصعب حصر أبعادها وخصائصها كما هي رغم تعارضها مع مبدأ التطور والبقاء للأصلح لدارون ، ولقد كان فرويد متشائم بخصوص طبيعتنا الفطرية ، حيث يرى أننا نولد مزودين بكلا الغريزتين ( الجنس والعدوان ) وأننا غير متحضرين وراثياً ، فهذه الغريزة تحركنا مثلما تحرك الحشرات والحيوانات

الضارية وتدفعنا للقتال ولأن هناك أناس آخرون لا يسمحون لنا بهذا التصرف ، لذلك فإن الصراع بين الفرد والمجتمع أمر محتوم وهذا يشمل الصراعات النفسية الداخلية التي يصعب تفاديها .

الشعور واللاشعور عند فرويد :
شبه فرويد الحياة النفسية للإنسان بجبال الثلوج التي تجوب بحار الشمال الباردة وقسمها إلى ثلاث أبنية من حيث درجة الوعي :
1- ( الشعور ) وهو الجزء الأصغر الظاهر وبرغم وضوحه إلا أنه مظهر سطحي للشخصية ، ويمثل الجزء الواعي من العقل ويشمل الجزء الأكبر من الأنا .
2- ( ما قبل الشعور ) وهو المنطقة الضبابية الموجودة بين الشعور واللاشعور ولم تكبت بعد ، ويمكن استحضارها إلى الشعور بشيء من الجهد .
3- ( اللاشعور ) وهو الجزء الأكبر والأهم في شخصية الإنسان وهو الغاطس من هذا الجبل وهو مستودع المكبوتات والغرائز المحركة للسلوك الإنساني ، وتكون محتوياته لا شعورية .

بناءات الشخصية في نظر فرويد :
قسّم " فرويد " الشخصية إلى ثلاث قوى وهي ( الهو – الأنا – الأنا الأعلى ) وأوضح أن القوى الثلاث ليست أجزاء منفصلة داخل العقل ولكنها ممتزجة ومرتبطة ببعضها كأجزاء التلسكوب أو ألوان الصورة .

1- الهو ID
وتشمل كل مكونات النفس التي نولد بها مزودين بها بما في ذلك الغرائز والإمدادات الكلية للطاقة النفسية ، فهي لاشعورية ولا تعترف بالقيم ولا بالمعايير ولا بالأخلاقيات وتهدف إلى تخفيف التوتر في التو واللحظة بلا تأجيل لدوافعها وحاجاتها ، وتمثل الجانب المظلم والفوضوي من الشخصية ، وتكون شبه الإناء الضخم المملوء بسائل يغلي لأنها سريعة الإثارة والتهيج .
تعتبر الهو كالطفل المنقاد للنزوات والذي يريد الحصول على المتعة والوصول للسعادة والسرور بطريقة مباشرة .

وعليه فإن الهو هو المصدر الأول للطاقة النفسية ومستودع للغرائز وتحتاج إلى التنظيم وبالتالي طاقتها غير مستقرة ، والهو لا تتغير بمضي الزمن ولا تنفعل بالخبرة أو التجربة لأنها لا تتصل بالعالم الخارجي ومع ذلك يمكننا السيطرة عليها ، والمتحكم بها والمسيطر عليها مبدأ اللذة .

2- الأنا Ego
هي المصلح والوسيط بين " الهو " والعالم الخارجي ، حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروع اجتماعياً ( مبدأ الواقع ) ويبدأ تكونها عند 6-8 شهور تقريباً من عمر الطفل ، وتنبثق عن " الهو " وتمثل العقلانية حيال اندفاعية " الهو " وهي واعية للواقع مبالية به بخلاف " الهو " ، وتقوم بخطط واقعية من تصميمها لإشباع حاجات " الهو " ويعتبر " الأنا " جزء من " الهو " انفصل عنه وتميز عنه بفضل الاحتكاك بالعالم الخارجي ، وشبه ( فرويد ) العلاقة بين " الأنا " وبين " الهو " بالفرس والفارس ، فالفرس يسير بقوته الذاتية والفارس يوجهه بخبرته ومعرفته .
فالأنا إذن تخضع لمبدأ الواقع ، تفكر تفكيراً موضوعياً ومعتدلاً ومتمشياً مع الأوضاع الاجتماعية المتعارف عليها ، أما وضيفتها فهي الدفاع عن الشخصية والعمل على توافقها مع البيئة وحل الصراع بين الكائن الحي والواقع أو بين الحاجات المتعارضة للكائن الحي .

كاتب الموضوع

مدونة نفيد ونستفيد

0 تعليق على موضوع : بحث جاهز بعنوان : المدرسة البنائية

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    الموقع فلسطيني بامتياز

    التسميات

    للتواصل والاستفسار

    مركز الخليج قبل المغادرة نتمنى ان نكون عند حسن الظن

    هدف المدونة

    العمل بقدر من الأمانة في توصيل مجموعة وسلسلة من الأبحاث والتقارير العلمية بكافة التخصصات المعدة مسبقا للعمل بالوصول بجيل الكتروني راقي ولنرتقي بالتواصل الايجابي والعمل على كسب الثقة من واقع المعلومة
    تحياتي لكم أخوكم محمود وادي

    المتواجدون الان

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نفيد ونستفيد التعليمية

    2019